مكارم الأخلاق وقصة مع خالص احترامي قصص مكتوبة للاطفال

مكارم الأخلاق وقصة مع خالص احترامي قصص مكتوبة للاطفال

مكارم الأخلاق وقصة مع خالص احترامي قصص مكتوبة  للاطفال

مكارم الأخلاق وقصة مع خالص احترامي قصص مكتوبة  للاطفال

نبدأ من اليوم تقديم سلسلة من قصص الأطفال عن مكارم الأخلاق وقصة اليوم بعنوان مع خالص احترامي، وهي قصة مكتوبة نتمنى أن تنال رضاكم.

مكارم الأخلاق وقصة مع خالص احترامي مكتوبة  

طلب منا معلمنا أن نكتب خطابًا لشخص أكبر منـا سنا؛

فكتبتُ خطابًا لوالدي، وأنهيتُه بعبارة: " مع خالص احترامي، يا أبي العزيز " ...

ثمّ تفكرتُ وقلت في نفسي؛ تُرى، هل كنتُ حقًا أحترم والدي ووالدتي وكلّ من يكبرني كما ينبغي 

وأوقرهم في المعاملات اليوميّة؛ كم كان سهلًا أن أكتب في نهاية خطابي: " مع خالص احترامي !" ؛ تُرى 

هل كتبتها لاعتيادي عليها أم لأنّها عادة؟

كلا.... حتى هذا اليوم لم أسمع شكوى من أبوي بأني طفل قليل الاحترام ، وأساتذتي في المدرسة يحبونني 

أيضًا ؛ وعندما أقول : " مع خالص احترامي " أعني بذلك أنني أحترم من أتعامل معهم جميعًا ؛ تُرى ، هل 

بالفعل أحترم الناس جميعا؟

يكمن الحل الأمثل في أن أراقب تصرفاتي على مدار عدة أيام ، ربّما أجد فيها وقاحة لم أدركها أجل ، 

فلأفعل ذلك ، فلأراقب نفسي عدة أيام ؛ وإلا فلن أشعر بالراحة .

مساء اتخاذي هذا القرار كنتُ في المنزل مستغرقا في مشاهدة فيلم الرسوم المتحرّكة ، دق جرس الباب 

دقة طويلة ؛ كانت هذه دقة والدي ؛ والدي المسكين يتعب كثيرًا في العمل ويأتي إلي المنزل في المساء 

وهو مرهق جدا، فلا تبقى لديه طاقة ليدق الجرس عدّة مرّات متتالية ؛ ركضتُ بسرعة وفتحت الباب قائلا:

- أهلا يا أبي!

رحبت بوالدي وخطر ببالي أن أحمل عنه كيس الخبز ، ثم انتبهت فجأةً أنني حتى هذا اليوم لم أحمل عنه 

الكيس ولو مرّةً واحدةً ، كنت أفتح له الباب وأعود جريًا إلى التلفاز ، ففهمت أنني كنت في الماضي أسيء 

الأدب مع والدي ، واحسرتاه ! لم يخطر ببالي من قبل أن أحمل عن أبي المتعب أي شيء في يده ، واليوم ها 

أنا أسارع دون أن أشعره بأفكاري وأقول:

- هات الكيس يا أبي العزيز..

- تسلم يا بني!

عدنا إلى البيت ؛ فذهبتُ إلى المطبخ لأضع ما في يدي، وفي هذه الأثناء والدتي كانت مشغولة بإعداد 

المائدة ؛ حيث كانت تقشر البطاطس ، وتسخّن الحليب لأخي الذي يبكي بكاء شديدًا ، وأردت أن أعود للغرفة 

لأشاهد الفيلم ، فسمعت صوت غليان الحليب ؛ فرجعت عن ارتكاب الحماقة مرةً أخرى ؛ لنقل إنني لا يسعني 

مساعدة والدتي في الطهي لعدم درايتي به ، لكن ألا يمكنني تقليب حليب أخي كي لا يفيض!

اختلست النظر لوجه والدتي ، وبدأتُ في تقليب الحليب ؛ فنظرت إليّ والدتي وهي تبتسم وقالت:

- يمكنك إغلاق الموقد بعد أن يبدأ في الغليان بنحو دقيقتين؟

- بالطبع - يا أمي الحبيبة - إنه عمل بسيط جدا!

ثم بدأ الحليب يغلي ، فنظرتُ لساعتي ، وبعد دقيقتين أغلقتُ الموقد قائلا:

- أغلقتُ الموقد يا أمي العزيزة هل هناك شيء آخر يمكنني فعله؟

يبدو أن والدتي أيضًا بدأت تلاحظ تغيّري ؛ فقالت:

- أيمكنك نقل الخبز إلى المائدة؟

إنه عمل سهل جدا إلا أنني حتى هذا اليوم لم أكن أساعد والدتي في هذا العمل السهل ، ثم قمت من 

مكاني وحملتُ الشوكات والملاعق إلى المائدة دون أن تطلب مني والدتي ذلك ، ثم فكرتُ وقلت في 

نفسي هناك أعمال كثيرة نعتبرها سهلةً وغير متعبة إلا أن أمهاتنا تقوم بها ولا يطلبن منا المساعدة !

من يعلم كم أسأت الأدب مع والدي أو الكبار دون أن أدرك؟

من الآن فصاعدًا ، قرّرتُ أنني لن أخدع نفسي بتقديم الاحترام حبرًا على ورق ، بل سأقدمه فعلا.

تعليقات