قصة الأمانة عن حسن الخلق في التعامل قصة تربوية مكتوبة للاطفال

قصة الأمانة عن حسن الخلق في التعامل قصة تربوية مكتوبة للاطفال

قصة الأمانة عن حسن الخلق في التعامل قصة تربوية مكتوبة للاطفال


قصة الأمانة عن حسن الخلق في التعامل قصة تربوية مكتوبة للاطفال 

مع قصة جديدة من قصص حسن الخلق في التعامل وقصة اليوم بعنوان الأمانة وهي قصة تربوية مكتوبة للاطفال نتمنى أن تنال رضاكم.

قصة الأمانة عن حسن الخلق في التعامل

أصدقائي، أنا هولندي، وأعمل محاسبًا في مركز تجاري بمدينة أمستردام، أريد أن أحكى لكــم واقعة حدثت 

الأسبوع الماضي؛ ربّما بينكم من يعلم أنّ هولندا أصغر من تركيا، لكن رغم صغرها يختار العيش فيها أناس 

من دول كثيرة؛ لأنّ بلدنا جميل جدا ومشهور بأزهار التوليب، وهي تجذب مـن يـرى حدائقها العظيمة.

على أية حال يا سادة سأحكي الواقعة كي لا أترككم في حيرة أكثر : يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، في 

الساعة الثالثة بعد الظهر تقريبًا، كان مركزنا التجاري مزدحما كالعادة، لم نكن أنا وزملائي المحاسبون 

الخمسة الآخرون نستطيع ولو النظر إلى بعضنا، فأمام كلّ خزينة ينتظر على الأقل أربعة أشخاص أو خمسة 

للحساب؛ هذه مواقف لا بد أن ينتبه فيها المحاسبون جدا؛ فقد تخطئ في الحساب مع العملاء؛ والواقع 

أنك إذا أعطيته النقود ناقصة ينبّهك العميل فورًا؛ لكن - وهذا سرّ بيننا- لم أصادف طوال حياتي المهنية 

على مدار عام شخصًا ينبهني إذا تسلَّمَ نقودًا زائدة قطّ.

في ذلك الوقت العصيب، أتى بجواري ثلاثة أشخاص كانوا ينتظرون أمام باب خروج المتجر؛ ظننتُ أنّ هؤلاء 

الناس قد دخلوا المتجر من باب الخروج بالخطأ.

فأردتُ تنبيه موظف الأمن بالباب، إلّا أنّني وجدته منتبها، فالتفتُ لعملي.

ظننت أن هؤلاء الأشخاص الثلاثة يتحدثون مع الموظف عند باب الخروج في أمر ما ؛ واعتقدتُ أنّ الموظف 

يخبرهم أنهم دخلوا خطاً وأنّ للدخول بابا آخر؛ عدتُ لعملي ثانيةً، لكن ما هذا؟ هؤلاء الأشخاص يتجهون 

نحوي مباشرة؛ فقلقتُ جدا.

أدركتُ من تحدّثهم بإشارات اليد أنّهم أجانب، قال لي أحدهم:

- أتتحدّث الإنجليزية؟

فقلتُ قلقًا:

- أجل، تفضّل، ماذا تريدون؟

- تسوقنا من هذا المتجر قبل قليل، أتذكر؟

فكرتُ قليلا، ثم قلت:

- نعم، تذكّرتُ؛ اشتريتم سمعًا؛ أليس كذلك؟

- بلی اشترينا سبع سمكات، لكنّك أخذت منا ثمن خمس فقط؛ فأتينا لدفع ثمن الاثنتين الأخريين.

لم أصدق أذني؛ ظننت أنهم يمزحون؟

نظرتُ فورًا إلى ما سُجّل في إيصال النقديّة؛ نعم، سجّلت خمس سمكات قبل ست دقائق أخبرتهم أنني أريد 

النظر بحقيبتهم، ففتحوها، فوجدت سمكات بالضبط لم أعد قادرًا على الكلام بالعبوة سبع فوجهت الزبائن 

الثلاثة الأمناء إلى الخزينة المجاورة.

وقلتُ لهم:

- من فضلكم رجاء؛ تفضلوا ادخلوا؟

- بالتأكيد، لكن علينا أن ندفع ثمن السمكتين أوّلًا.

- حسنًا، هاتوا النقود!

أخذتُ ثمن السمكتين، ثم دعوتهم إلى قاعة العملاء بالداخل، وقدّمتُ لهم القهوة؛ يبدو من تعبير 

وجوههم تعجبهم من تصرفي بهذه الطريقة، وبعد أن هدأتُ من روعي قليلا قلتُ لهم:

- قبل قليل وقع أهم حَدَث في هذا العام، أنا وكل أصدقائي المحاسبين الآخرين كثيرًا ما كنا نبيع منتجات 

ونردّ للزبون أكثر من باقي ثمنها، أو لا نأخذ ثمنها خطأ، لكن لم يتقدّم حتى هذا اليوم أحد العملاء ليدفع 

فرق خطأ الحساب.

كانت وجوه الضيوف تعبر عن عفوية تصرفهم؛ فسألتهم:

- من أي بلد أنتم؟

ومن أين لكم خلق الأمانة هذا؟

- فأجاب أحدهم:

- نحن أتراك مسلمون؛ حرّم علينا ديننا وأعرافنا أخذ شيء ليس من حقنا؛ فتصرّفنا هذا نابع من عقيدتنا !

اقرأ ايضا

تعليقات