من الأخلاق الحسنة وقصة إذا قام كلّ بعمله قصة تربوية مكتوبة للاطفال والناشئة

من الأخلاق الحسنة وقصة إذا قام كلّ بعمله قصة تربوية مكتوبة للاطفال والناشئة

من الأخلاق الحسنة وقصة إذا قام كلّ بعمله قصة تربوية مكتوبة للاطفال والناشئة

من الأخلاق الحسنة وقصة إذا قام كلّ بعمله قصة تربوية مكتوبة للاطفال والناشئة


مع قصة جديد من قصص الأخلاق الحسنة وقصة اليوم بعنوان إذا قام كلّ بعمله وهي قصة تربوية 

مكتوبة للاطفال والناشئة نتمنى أن تنال رضاكم.

من الأخلاق الحسنة وقصة إذا قام كلّ بعمله 

توترنا كثيرًا عندما قال معلّمنا:

- هل أنتم جاهزون يا أطفال أوشكت الحافلات أن تأتي؟

كانت المرة الأولى التي نرى فيها غواصة ونلمسها، ولم نرها حتى ذلك اليوم إلا في الأفلام، الآن سندخلها 

ونعلم كلّ ما جهلناه عنها؛ ولما سمعنا بوق الحافلة الأولى وهي تدخل فناء مدرستنا خرجنا معًا في 

صفوف مزدوجة مثلما اتفقنا قبل، وفي أيدينا مذكرات لتدوين الملاحظات، لم يوافق معلّمنا على طلب 

بعض الطلاب إحضار مصوّرات، وقال: إنّ الغواصة التي نذهب إليها حربيّة ؛ والتقاط الصور في الغواصات 

الحربية ممنوع.

بعد رحلة قصيرة استغرقت خمس عشرة دقيقة، وصلت الحافلة إلى الميناء؛ كنّا مبهورين وساد الصمت؛ كنا 

نحاول رؤية الغواصة فقط؛ قال معلّمنا :

- الزموا الهدوء يا أولاد، ولا تنسوا القواعد التي اتفقنا عليها من قبل؛ فلا ينفصل أحد عن المجموعة، 

ولنسأل أسئلتنا بالدور ولا ندخل الأقسام الممنوعة، ولا نلمس شيئًا دون إذن.

كان معلّمنا قد أوضح لنا أهمية تلك القواعد من قبل، وبعد أن أنصتنا له قلنا جميعا

- حسنا يا أستاذ !

قابلنا مرشدنا عند الشاطئ ؛ إنه ضابط ببزة ناصعة البياض بشوش الوجه في الثلاثينات من عمره على ما 

يبدو؛ شعرنا بالأمان عند رؤيته؛

فكان بإمكاننا أن نسأله عن أي شيء نريده.

قال مرشدنا مبتسما :

- أهلا وسهلا يا أولاد.

فقلنا جميعًا كالجنود :

- أهلا بك!

سعد مرشدنا شدنا بتصرّفنا هذا، وابتسم مجددًا وقال:

- سندخل الغوّاصة الآن لكن انتبهوا عند الدخول، فالسلم عمودي؛ وربّما تنزلق أقدامكم !

نزلنا إلى الغواصة، ومرشدنا أمامنا؛ كم كان عموديا حقًا ذلك السلّم !

إلا أننا فيما بعد أدركنا ضرورة ذلك؛ إذ لا يمكن دخول غوّاصة من الباب الجانبي؛

ففيها كثير من الجنود، وبعضهم مشغول بأعمال الصيانة؛ فسألتُ فورًا مرشدنا بجواري:

- ألم تخرجوا جميعًا للتنزه في المدينة بعد أن رست الغواصة في الميناء؟

- لا، إذا خرجنا جميعًا، فربما تعطّلت الأعمال اللازمة في الغوّاصة؛ فنحن نتناوب على الخروج.

وفي هذه الأثناء التفت إلينا مرشدنا قائلا:

- هذا هو مكان النوم يا أولاد!

عندما نظرنا فيه من الباب الحديدي لم نصدق عيوننا؛ ففيه أَسِرَّة من دورين بالغة الضيق، لا تتسع لشخص 

واحد إلا بصعوبة، لكن مُحال أن يجلس أحد على سريره ويتسامر مع

أصدقائه؛ فقلتُ لمرشدنا بدهشة:

- أتنامون على هذه الأسرة الضيقة؟

فابتسم قائلا:

- نعم اعتدنا الأمر؛ فلم يعد به صعوبة.

بينما نواصل جولتنا بطول الرواق، إذا بشيء لفت انتباهي؛ إنهم جنود يشبهون الذين نراهم في الأفلام، 

كلما رأى بعضهم بعضًا تبادلوا التحيّة؛ سألتُ مرشدنا عن هذا أيضًا فأجاب بصوت يسمعه أصدقائي كلّهم:

- نحن هنا نتشارك هذا المكان الصغير، ويحتاج بعضنا إلى بعض؛ بيننا علاقة أخوّة، ويحترم المرؤوسون 

رؤساءهم دائمًا، لكن الأهم من ذلك أن يقوم كلّ شخص بعمله على أكمل وجه؛ لأنه إذا قصر أحد في 

القيام بعمله، فسيعود الضرر علينا جميعًا.

دوّنت إجابة مرشدنا الجميلة هذه في ملاحظاتي كي أستخدمها في موضوع إنشائي سأكتبه في الفصل 

فيما بعد، ثمّ زرنا المطعم وغرفة الربّان ،والمقصف،

وكانت جميعها بالغة الصغر أيضًا، لكن لم يكن أحد من الملاحين يشكو الحال؛ بل كلّ منهم سعيد بحياته، 

وعندما أنهينا رحلتنا وخرجنا من الغواصة، بدت لي الدنيا كأنها غوّاصة، كانت كلمات مرشدنا تتردد في أذني؛

تُرى هل كان المرشد يريد أن يقول: كلنا أبناء آدم ، فنحن إخوة نشترك في الوطن والعالم، ويحتاج بعضنا إلى 

بعض؛ فلو فعل كل منا ما في وسعه لاستمرار تلك الأخوّة، لصارت الحياة أفضل!

ما رأيكم يا أصدقاء؟

هل هذا ما أراد المرشد أن يقوله لنا؟

اقرأ ايضا

أخيرًا وجدتها

تعليقات