ماذا فعلت ؟ قصة عن حسن الخلق قصيرة للاطفال والناشئة

ماذا فعلت ؟ قصة عن حسن الخلق قصيرة للاطفال والناشئة

ماذا فعلت ؟ قصة عن حسن الخلق قصيرة للاطفال والناشئة

ماذا فعلت ؟ قصة عن حسن الخلق قصيرة للاطفال والناشئة

مع قصة جديدة عن حسن الخلق وهي قصة قصيرة بعنوان ماذا فعلت ؟! القصة مكتوبة للاطفال نتمنى أن تنال رضاكم.

ماذا فعلت ؟ قصة عن حسن الخلق قصيرة

عندما وصلت إلى مقصورة الهاتف بحديقة المستشفى، رأيت في الصف شخصين فقط انتظرت يبدو أن 

المتحدث قبلي موضوعه مهم جدا؛ فأحيانا يحرّك يده وذراعه،

وأحيانًا يرفع من صامتا، صوته، وأحيانًا أخرى يظل دقائق يستمع همس الشخص أمامي :

- إنه يتحدّث منذ اثنتي عشرة دقيقة بالضبط.

- قلت:

- ماذا !

اثنتي عشرة دقيقة؟ أيتحدّث هذا الشخص بالهاتف أمام المستشفى هكذا منذ اثنتي عشرة دقيقة ؟

- والله، هكذا منذ اثنتي عشرة دقيقة وهو يتحدّث !

والدتي بالمستشفى وسيأتي أخي في الساعة الواحدة؛ أريد أن أطلب منه إحضار بعض الأشياء من المنزل، 

وأنا أنتظر هذا الرجل منذ أن بدأ مكالمته، وإذا أطال فلن أدرك أخي، ولن يحضر الأشياء اللازمة.

فقلتُ غاضبًا:

- يا له من خزي!؛ هل يصح تجاهل الآخرين هكذا، وشغلُ الهاتف في مكان كالمستشفى عدة دقائق ؟!

وبعد ثلاث دقائق أنهى الرجل في المقصورة حديثه؛ أتعلمون ماذا قال عند إغلاق الهاتف:

- سأحكي لك بالتفصيل فيما بعد !

وفي النهاية اضطرّ السيّد المحترم إلى إنهاء المكالمة سريعا، ناهيك عن نظره إلينا بعضب عقب خروجه كأننا 

نحن من شَغَلَ الهاتف خمس عشرة دقيقة !

وعندما دخل الذي يليه المقصورة كان واضحًا على وجهه أنّه على عجلة من أمره،

فلما اتصل وتمكن من اللحاق بأخيه قبل أن يخرج، سعدتُ لأجله بالطبع، تحدّث مدة قصيرة جدا؛ إنه إنسان 

متحضّر.

قُل ما تريد في عجالة، ولا تُطل الكلام، كن كمن يكتب خطابًا؛ فهذا ليس هاتفك الخاص؛ وإن كنتَ تتحدث 

في هاتفك الخاص، فينبغي الاختصار، فالإكثار إسراف !

وأخيرًا جاء دوري؛ فدخلت المقصورة، وأخرجتُ من جيبي قائمة بمن سأتصل بهم؛

كان بها ثمانية أشخاص؛ اتصلت بالرقم الأول؛ يا للعجب، لا أحد يردّ !

 ففكّرتُ قائلا :

- فلأتصل بالأرقام مرتبة، وبعد الانتهاء منها جميعًا، أعاود الاتصال بالتي لم تُجب؛

كان ثاني رقم اتصلت به هو مكتب أحد أصدقائي، لكنه كان مشغولا، فاعتذر لي قائلًا:

- أيمكن أن تتصل بي بعد عشر دقائق ؟

قلت:

- سأتصل بالطبع !

في الوقت نفسه نظرتُ، فوجدتُ عــدد المنتظرين قد وصل ثمانية؛ فحدّثتُ نفسي

قائلا:

- فلأنتظر بالمقصورة إلى أن ينتهي صديقي من عمله؛ فإذا عدتُ للوقوف في الصف، فلن يأتي دوري إلّا 

بعد نصف ساعة على الأقل !

وحينئذ يمكنني الاتصال بباقي أصدقائي في القائمة، لم يكن هناك مشكلة مع الرقمين الثالث والرابع؛ 

أجاباني عند اتصالي بهما فورًا، إلّا أنّهما تعجبا إلى حد ما، عندما قلتُ لهما:

- أتحدّث من المستشفى.

قالا بقلق:

- ماذا تفعل في المستشفى؟؛ هل أصابك مكروه ؟

- لم يصبني شيء؛ جئتُ لزيارة صديق لي يعمل طبيبًا المستشفى، وبسبب انشغاله بالفحص الآن أردتُ أن 

أستغلّ وقت الفراغ هذا في الاتصال بأصدقائي.

لكنهما لم يقتنعا بأي شكل من الأشكال، حتى إنهما قالا:

- اتصالك من المستشفى يعني بلا شك أن هناك أمرًا ما لا تريد إخبارنا به؛ سنأتيك حالا!

وعندما أصررت على قولي:

- لا، لا شيء مهم !

لم أتمكن من إقناعهما، لكن أتعلمون؛ سعدتُ لذلك؛ فهذا معناه أنني إذا مرضتُ ونقلتُ للمستشفى، فلن 

يتركني أصدقائي بمفردي؛ فالصديق الحق يظهر وقت الشدة حقا، فنظرت لساعتي خلسة؛ لقد مرّت عشر 

دقائق، ففكرتُ قائلا:

- الآن يمكنني معاودة الاتصال بصديقي المشغول!

ازداد عدد من بالخارج جدا؛ فقلتُ في نفسي:

- لقد تصرّفتُ بحكمة؛ لو خرجت من المقصورة وانتظرت انتهاء صديقي من أعماله لانتظرت في الصف 

طويلًا.

لم تستغرق مكالمتي لصديقي خمس دقائق، لكن لما خرجتُ من المقصورة، لم أفهم سبب تحديق من 

بالخارج إلي بسخط

شديد وقلت في نفسي : ماذا فعلت لينظروا إلي نظرة غيظ وغضب واشمئزاز ؟!

اقرأ ايضا

تعليقات