قصة عن حسن الخلق بعنوان تصليح لا ينتهي قصة تربوية للاطفال

قصة عن حسن الخلق بعنوان تصليح لا ينتهي قصة تربوية للاطفال

قصة عن حسن الخلق  بعنوان تصليح لا ينتهي قصة تربوية للاطفال

قصة عن حسن الخلق  بعنوان تصليح لا ينتهي قصة تربوية للاطفال

مع قصة جديدة من سلسلة قصص مكارم الأخلاق وقصلة اليوم بعنوان تصليح لا ينتهي وهي قصة تربوية للاطفال عن حسن الخلق نتمنى أن تنال رضاكم.

قصة تصليح لا ينتهي

كان هناك رجل ثري قد حوّل سيارته الفاخرة إلى نظام الغاز الطبيعي، لكنه ما إن فكر في توفير الوقود حتى بدأت سيارته تتعطل، فدخل الرجل بسرعة إلى محلّ تصليح السيارات، ووقف فورًا أمام أول خبير صيانة محرّكات وقعت عينه عليه، وبسرعة ضغط على آلة التنبيه، ليبلغ من في الداخل بمجيئه.

ها هو الخبير نوري ابن الخمسين ذو شعر أشيب أجلح قد خرج إليه بالبدلة المشحمة وقال: تفضل يا سيدي.

- تعطلت سيارتي هذه مرّة ثانية، فقد حولتها إلى نظام الغاز منذ شهرين فلم ينتظم عملها ألبتة، هلا تفحصها.

نوري:

- أمرك يا سيدي أظنّ أنه ليس هناك شيء مهم، فقد تكون هناك أشياء خفيت عن العين أثناء التركيب.

- إن شاء الله يكون مثلما قلت وإلا فسيكون هذا الموقف سببًا لتغيير هذه السيارة الرديئة.

نوري:

- لكنك تعلم يا سيدي أن سيارتك جميلة جدا وجديدة، وتغييرك لها لسبب كهذا يبدو أنه غير منطقي، إذا فلنفحص السيارة، والقرار يعود إليك بعد ذلك.

- حسنًا، هل يمكن أن تقوم بالفحص على الفور؛ فأنا على عجلة من أمري؟

نوري:

- هناك سيارتان قبلك، وتصليحهما لن يستغرق طويلا، وأظن أننا سنسلمك سيارتك بعد ساعتين إن شاء الله.

غادر الرجل الغني قائلا:

- وهو كذلك، فأنا سأزور صديقـا لـي بالقـرب مـن هـذا المكان، وسأعود إليك بعد ساعتين.

وكان الخبير نوري صاحب خبرة سنين، والرجل قد جاء إلى محلّ أمهر خبير في تصليح السيارات دون أن يعلم.

وبدأ نوري يفحص سيارة الرجل الغني بعد أن أنهى تصليح السيارتين الأخريين، وعرف بخبرته حقيقة العطل؛ فهو كطبيب الباطنة قبل أن يفحص أي سيارة يستمع جيدًا إلى صوت محرّكها، ويعرف العُطل من الصوت غالبًا، فأدرك أن هناك عطلا فنيا في نظام الغاز، واستطاع أن يصلحه خلال نصف ساعة.

وجاء الرجل في الساعة التي حددها، وقال:

- يسر الله عليك أمرك، هل انتهى تصليح سيارتي؟

نوري:

- نعم يا سيدي فالعطل لم يكن كبيرًا، فقد حدث خطأ في التركيب أثناء التحويل لنظام الغاز وقد أصلحناه، ولم تعد هناك مشكلة الآن، تفضل مفاتيحك.

الرجل:

- شكراً لك كم حسابي؟

نوري:

- لا شيء يا سيدي، فقد أصلحت عطلا يسيرًا، والموضوع لا يحتاج.

الرجل:

- لا يمكن قل شيئًا كي أدفعه لك، وإلا فلن يرتاح ضميري.

وبقدر ما أصر الخبير نوري على عدم أخذ أجرته كذلك أصرّ الرجل الثري أيضًا على دفع المال، وفي النهاية قال الخبير نوري له:

- إذًا فأنا لدي صندوق أضع فيه منحًا للطلبة الذين يدرسون في الجامعة، ضع فيه ما تضعه يا سيدي.

فوضع الرجل الثري عشرين ليرة في صندوق المنح الدراسية، لكنّ ذهنه ظلّ مُعلقًا بالخبير نوري، فالذين فحصوا سيارته قبل ذلك أخذوا مائتي ليرة أو أكثر، ومع ذلك فإن مشكلة السيارة لم تُحَلّ.

بعد ثلاثة أسابيع مرَّ الرجل الثري بأحد أصدقائه في تلك المنطقة، وفي أثناء حديثهما سأل الرجل الثري صديقـه عـن نوري، فقال صديقه حظك رائع، فهو خبير محركات ماهر، ولديه مهارات في مجالات أخرى، وحدثه أيضًا عن التضحيات التي يقوم بها، وعن جمعه للمنح الدراسية من أجل الطلبة، حتى إنه أعطى لهؤلاء الطلبة ماله الذي ادّخره ليحُجّ به.

وغادر الرجل المكان وذهب إلى جوار الخبير نوري، فلما رآه خرج إليه، فتحدثا قليلا ثم أخبره الرجل بأنه سعيد بسيارته، وبينما كانا يشربان الشاي سأل الرجل الخبير نوري قائلا:

ماذا ستفعل لو كان لديك مال كثير؟

الخبير نوري بسرعة وكأنه ينتظر هذا السؤال:

- أول ما أفعله هو زيارة بيت الله الحرام، ثم أعطي ما بقي مِنَحًا للطلاب وأبني لهم مدرسة ومسكنا، وأنا أعتقد أن لديك الكثير من المال، فماذا تفعل به؟

الرجل:

- همي الوحيد هو أن أسد احتياجاتي وأستثمر أموالي، وأن أعمل على تكبير شركتي، وحلمي هو امتلاك شركة عالمية، لكنني في الحقيقة أعيب على نفسي لعدم تفكيري في الذهاب إلى الكعبة وأداء فريضة الحج.

الخبير نوري سبحان الله!

هناك من يعملون باليومية، ويدخرون أموالهم، ويذهبون إليها، فالكعبة تنادي على كل شخص، ولكن الذين يصغون إلى ندائها هم الذين يمكن أن يذهبوا إليها.

فتعجب الرجل واستغرق قليلاً في التفكير.

وعندما ارتشف آخر رشفة من الشاي استأذن وانصرف، وأحس بأنهما من طينة واحدة فلم يُرد القيام من عنده، وغادر المكان وهو يفكر.

وبعد شهر من هذه المقابلة زار الرجلُ الخبير نوري مرة أخرى؛ إذ كانت هناك مشكلة صغيرة بالسيارة، وكان يعلم أنه لن يأخذ منه مالا فوضع مائة ليرة في صندوق المنح الدراسية مقابل التصليح . 

واستمرت هذه الزيارات كل فترة، وكان يضع مائة ليرة في الصندوق بعد كل زيارة ولم يمض زمن قليل حتى صار هذا الرجل صديقًا للخبير نوري.

وبعد ستة أشهر زار الرجل الخبير نوري فاتصل الخبير بشابين وطلب منهما أن يأتيا إليه حالا ، وعندما جاء الشابان طلب لهم شايا وكلاهما كان يجلس على استحياء، وسألهما الخبير نوري عن مدرستيهما، وعن الصف الذي يدرسان فيه، رغم علمه بالمكان وبالصف الذي يدرسان فيه، فأجابـاه بـأدب على هذه الأسئلة، وبعد قليل من جلوسهما أعطى الخبير نوري كلا منهما ظرفًا وودعهما، وأتى إلى جوار الرجل الذي يجلس تحت مظلة الدكان في الخارج، وسأله:

- هل تعرف من هما؟

الرجل:

- لا أعرف، وهذه هي أول مرة أراهما فيها، لكن يبدو أنهما شابان طيبان، قلما يوجد شباب مثلهما في هذا العصر.

الخبير :

- صَدَقت، فهما طيبان ومجتهدان أيضًا، وهذان الولدان -كما سمعت ما زالا في الفرقة الأولى في الجامعة أي إنهما وديعة عندنا لأربع سنوات، ولا تنس أنني أعطيهما المال من الذي تضعه في الصندوق منحةً  دراسية.

الرجل:

- صحيح هذا يا رجل؟!

والله إنني سعدت كثيرًا، فأنت جعلتني شريكا في عمل خيري جميل كهذا، جزاك الله خيرًا.

نوري:

- وجزاك أنت أيضًا، لكن إياك أن تنسى، فهذان الولدان عندنا لأربع سنوات، أي إننا يجب أن نقوم بفحص سيارتك كل شهر بانتظام.

الرجل:

هذا رائع يا أخي، أسأل الله أن يحقق لك مرادك، وأنا سأحضر سيارتي كلّ أسبوع للفحص إن أردت.

ثم أطلقا ضحكتين من القلب.

اقرأ ايضا

تعليقات