قصة حسن الخلق بعنوان كم لغة نعرف؟

قصة حسن الخلق بعنوان كم لغة نعرف؟

قصة حسن الخلق بعنوان كم لغة نعرف؟


قصة حسن الخلق بعنوان كم لغة نعرف؟

نتابع سلسلة قصص مكارم الأخلاق وقصة اليوم بعنوان كم لغة نعرف؟ وهي قصة مكتوبة نتمنى أن تنال 

رضاكم.

قصة كم لغة تعرف؟

عندما دخلت غرفة شقيقي الأكبر، كان يذاكر دروسه؛ أزعجه دخولي بسرعة وأقلقه؛ فرفع عينيه عن كتابه 

وسألني: 

- ما الأمر يا يوسف، أراك مضطربًا؟

- الأمر -يـا أخـي- أن والدي قد سألني سؤالًا، وأَنْظَرني ساعتين للإجابة؛ ربّما يمكنك مساعدتي!

- إذا كنتُ أعرف الجواب، فسأساعدك بالطبع، لكن أسرع؛ لدي امتحان مهم جدًّا غدًا.

قال والدي:

- ما هي اللغة التي يجب على كلّ إنسان أن يعرفها؟

- يا له من سؤال غريب جدا!

تُرى لمَ سأل سؤالًا كهذا؟

- لا أعلم يا أخي، هذا هو السؤال، وأمهلني ساعتين وقال لي يمكنك الاستعانة بأي شخص تريد.

- حسنًا، أرى أنها اللغة الإنجليزية؛ فهي اختصاصي، فأنـا أدرس في قسم الترجمة.

- حسنًا يا أخي، سأضيف اللغة الإنجليزية إلى إجاباتي؛ وفقك الله في دراستك!

- أعانك الله وإذا عرفت إجابة والدي فلا تنس أن تخبرني بها، اتفقنا؟

- حسنًا لن أنسى.

وبعد أن تلقيت الإجابة من أخي الكبير ذهبت إلى جدّي وكان يجلس بجانب النافذة، وبيده كتاب يقرؤه، 

انتظرتُ دقيقتين دون أن أقاطع قراءته، وعندما وصل إلـى عـنـوان فصل جديد، نظر إليّ وهو يبتسم ، فلفت 

انتباهه دفتر في يدي؛ فأعدت نفس السؤال الذي طرحته على أخي ؛ ففكـر جـدّي مليـا فـي سـؤال

والدي، ثمّ قال:

- في رأيي اللغة التي يجب أن يعرفها كلّ إنسان ليست لغة واحدة، بل عدّة لغات؛ أتودّ أن أخبرك بها جميعًا؟

- بالطبع أودُّ يا جدّي ،العزيز، لكن والدي أصر على تحديد إجابة واحدة فقط، لكن يمكنك أن تخبرني بالإجابات 

كلها؛ فربّما تكون الإجابة المطلوبة واحدة منها!

- حسنًا، اكتب أوّلا: يجب على الإنسان أن يعرف لغته الأم؛ فهذا مهم جدًّا.

- حسنًا - يا جدّي- سأدوّن هذا.

- وعلينا أن نعرف لغة أسلافنا؛ وهذا سيعرفنا بهم أكثر.

- كتبتُ هذا أيضًا يا جدّى.

- يُستحسن أن يعرف الإنسان اللغة السائدة في عصره، وهي تختلف بحسب العصور.

- حسنا، هل يمكن يا جدّي أن أكتب: علينا أن نعرف لغة العصر ؟

- بالطبع تلك هي أجوبتي، هل لديك سؤال آخر؟

- شكرًا جزيلا يا جدي العزيز.

وبعد أن كتبـت مـا قـالـه جـدي في دفتري ذهبت إلى غرفة الجلوس بسرعة، فنظر والدي في ساعته، وقال:

- ما شاء الله! أنت سريع جدا يا يوسف، سنرى هل عرفتَ الإجابة أم لا؟

- لا أعلم يا أبي، سألتُ شقيقي الأكبر وجدي، لكنّي لستُ واثقًا أنّ الإجابة المطلوبة هي ضمن هذه 

الأجوبة؛ فلم أصل إلى جواب واحد، بل وجدتُ عدة أجوبة مختلفة.

- هات ما عندك.

- أجاب أخي: اللغة الإنجليزية لأنها ستصبح لغة عمله ، أمّا جدّي، فأجاب ثلاثة أجوبة مختلفة : «لغتنا الأم، 

ولغة هي أسلافنا ولغة العصر؛ هل ما تريده بينها؟

- تلك الأجوبة كلّها تصلح أن تكون جوابا لسؤالي يا يوسف، لكن هناك واحدة ليست بينها هي اللغة التي 

يجب على كلّ شخص أن يعرفها، فمن لا يعرف هذه اللغة، لا يمكنه أن يسعد في الحياة، وإن عرف لغات 

العالم جميعًا.

- لقد أثرت فضولي جدًّا يا أبي!

- لن أثير فضولك أكثر من ذلك يا ولدي؛ اللغة التي يجب على كل إنسان أن يتعلمها هي لغة الكلام الطيب !
تعليقات