قصص اطفال طويلة قصة أَلْفرِيد بِرْنَارد نُوْبِل القصه مكتوبة بالتشكيل ومصورة و pdf
مع قصص اطفال طويلة و قصة اليوم بعنوان أَلْفرِيد بِرْنَارد نُوْبِل القصة مكتوبة بالتشكيل ومصورة و pdfسهلة التحميل من الموقع.
إِذَا سُئِلْتَ يَوْمًا عَنْ مُخْتَرِعٍ أَدَّى اِخْتِرَاعُهُ إِلَى هَلَاكِ مَلَاَيِينِ الْبَشَرِ، وَلَكِنَّهُ نَدِمَ عَلَيْهَا وَقَدَّمَ لِلْعَالَمِ جَوَائِزَ تُشَجِّعُ
القصة مكتوبة
مُخْتَرِعُ الدِّينَامِيت وَصَاحِبُ الْجَوَائِزِ
إِذَا سُئِلْتَ يَوْمًا عَنْ مُخْتَرِعٍ أَدَّى اِخْتِرَاعُهُ إِلَى هَلَاكِ مَلَاَيِينِ الْبَشَرِ، وَلَكِنَّهُ نَدِمَ عَلَيْهَا وَقَدَّمَ لِلْعَالَمِ جَوَائِزَ تُشَجِّعُ
عَلَى تَقَدُّمِ الْعِلْمِ وَإشَاعَةِ السَّلَامِ بَيْنَ النَّاسِ، فَقُلْ: هُوَ "نُوْبِل".
وُلِدَ أَلْفرِيد فِي ستُوكْهَلْم عَاصِمَةِ السِّوِيد فِي عَامِ ١٨٣٣ وَكَانَ أَبُوهُ مُهَنْدِسًا لَامِعًا، قَضَى فَتْرَةً كَبِيرَةً مِنْ
الشَّابُّ... الْعَجُوزُ
وُلِدَ أَلْفرِيد فِي ستُوكْهَلْم عَاصِمَةِ السِّوِيد فِي عَامِ ١٨٣٣ وَكَانَ أَبُوهُ مُهَنْدِسًا لَامِعًا، قَضَى فَتْرَةً كَبِيرَةً مِنْ
حَيَاتِهِ فِي رُوسِيَا. وَكَانَ أَلِفرِيد أكْبَرَ إِخْوَتِهِ، وَكَانَ شَدِيدَ الْإِعْجَابِ بِأَبِيهِ الْمُهَنْدِسِ، لِذَلِكَ جَعَلَهُ مَثَلًا أَعْلَى يُحْتَذَى
بِهِ، وَكَانَ أَبُوهُ عَقْلِيَّةً خَلَّاقَةً، سُجِّل بِاسْمِهِ عَدَدٌ مِنَ الْمُخْتَرَعَاتِ، بَيْدَ أَنَّهَا كَانَتْ ذَاتَ فَائِدَةٍ مَوْقُوتِةٍ، أَيْ: أَنَّهَا
نُسِخَتْ بِمُخْتَرَعَاتٍ أُخَرَ اِبْتَكَرَهَا غَيْرُهُ. وَلَكِنَّ هَذِهِ الْمُخْتَرَعَاتِ، عَلَى كُلِّ حَالٍ، زَادَتْ مِنْ ثَرْوَةِ الْأَبِ الَّذِي كَانَ
بِطَبِيعَتِهِ ثَرِيًّا وَأَرِسْتُقْرَاطِيًّا.
وَكَانَ نُوبِلْ الْأَبُ بِالرَّغْمِ من ثرَائِه وَأَرِسْتُقْرَاطِيَّتِهِ حَرِيصًا تَمَامًا عَلَى تَثْقِيفِ أبْنَائِه وَلَاحَظَ الْأَبُ أَنَّ ابْنَهُ الْفرِيد كَانَ
وَكَانَ نُوبِلْ الْأَبُ بِالرَّغْمِ من ثرَائِه وَأَرِسْتُقْرَاطِيَّتِهِ حَرِيصًا تَمَامًا عَلَى تَثْقِيفِ أبْنَائِه وَلَاحَظَ الْأَبُ أَنَّ ابْنَهُ الْفرِيد كَانَ
شَغُوفًا بِتَحْصِيلِ الْعِلْمِ، وَأَبْدَى مَيْلًا خَاصًّا لِدِرَاسَةِ الْكِيمْيَاءِ.
وَشَجَّعَهُ أَبُوهُ مَا اسْتَطَاعَ التَّشْجِيعَ عَلَى هَذِهِ الدِّرَاسَةِ، بَيْدَ أَنَّ ستُوكْهَلْم فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ لَمْ يَكْنْ بِهَا مِنَ
وَشَجَّعَهُ أَبُوهُ مَا اسْتَطَاعَ التَّشْجِيعَ عَلَى هَذِهِ الدِّرَاسَةِ، بَيْدَ أَنَّ ستُوكْهَلْم فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ لَمْ يَكْنْ بِهَا مِنَ
الْمَعَاهِدِ أَوِ الْمَعَامِلِ أَوِ الْكُتُبِ مَا لِأَلْفرِيد مُوَاصَلَةُ دِرَاسَتِهِ فِي الْكِيمْيَاءِ.
لِذَا أَرْسَلَ الْأَبُ اِبْنَهُ لِيَسْتَكْمِلَ دِرَاسَتَهُ فِي جَامِعَةِ سَان بُطْرُسْبُرْج، وَكَانَتْ هَذِهِ الْجَامِعَةُ وَقْتَئِذٍ مِنْ أَعْظَمِ
لِذَا أَرْسَلَ الْأَبُ اِبْنَهُ لِيَسْتَكْمِلَ دِرَاسَتَهُ فِي جَامِعَةِ سَان بُطْرُسْبُرْج، وَكَانَتْ هَذِهِ الْجَامِعَةُ وَقْتَئِذٍ مِنْ أَعْظَمِ
الْجَامِعَاتِ فِي أُورُوبَّا وَآسِيَا، وَتَابَعَ أَلْفرِيد دِرَاسَتَهَ الْجَامِعِيَّةَ فِي جِدٍّ وَاِجْتِهَادٍ.
وَكَانَ زُمَلَاؤُهُ يَسْمُوَنَّهُ الشَّابَّ الْعَجُوزَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ عَلَى جَانِبٍ كَبِيرٍ مِنَ الرَّزَانَةِ، قَلِيلَ الْاِخْتِلَاطِ بِهُمْ، يَقْضِي مُعْظَمَ
وَكَانَ زُمَلَاؤُهُ يَسْمُوَنَّهُ الشَّابَّ الْعَجُوزَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ عَلَى جَانِبٍ كَبِيرٍ مِنَ الرَّزَانَةِ، قَلِيلَ الْاِخْتِلَاطِ بِهُمْ، يَقْضِي مُعْظَمَ
وَقْتِهِ فِي الدَّرْسِ وَالْبَحْثِ.
وَدَفَعَهُ شَغَفُهُ الْعَظِيمُ بِدِرَاسَةِ الْكِيمْيَاءِ إِلَى تَعَلَّمِ اللُّغَةِ الإِنْجِلِيزِيَّةِ؛ لِأَنَّهُ وَجَدَ فِي مَكْتَبَةِ الْجَامِعَةِ مُؤَلِّفَاتٍ
وَدَفَعَهُ شَغَفُهُ الْعَظِيمُ بِدِرَاسَةِ الْكِيمْيَاءِ إِلَى تَعَلَّمِ اللُّغَةِ الإِنْجِلِيزِيَّةِ؛ لِأَنَّهُ وَجَدَ فِي مَكْتَبَةِ الْجَامِعَةِ مُؤَلِّفَاتٍ
كَثِيرَةً عَنِ الْكِيمْيَاءِ بِهَذِهِ اللُّغَةِ.
وَبِتَعَلُّمِهَا أَصْبَحَ يَلْتَهِمُ الْمُؤَلِّفَاتِ الْمَكْتُوبَةً بِهَا اِلْتِهَامًا.
وَبِتَعَلُّمِهَا أَصْبَحَ يَلْتَهِمُ الْمُؤَلِّفَاتِ الْمَكْتُوبَةً بِهَا اِلْتِهَامًا.
الضَّحِيَّةُ الْأوْلَى
لَمْ يَهْوَ دِرَاسَةَ الْكِيمْيَاءِ مِنْ أُسْرَةِ نُوبِل سِوَى أَخِيهِ الْأَصْغَرِ جُوسْتَاف. وَكَانَ جُوسْتَاف مُعْجَبًا أَشَدَ الْإِعْجَابِ
بِأَخِيهِ الْأكْبَرِ أَلفرِيد، وَازْدَادَ هَذَا الْإِعْجَابُ بَعْدَ أَنْ بَدَأَ أَلفرِيد فِي إِجْرَاءِ تَجَارِبِهِ لِاِخْتِرَاعِ الدِّينَامِيت، وكانت هَذِهِ
التَّجَارِبُ عَلَى جَانِبٍ كَبِيرٍ مِنَ الْخُطُورَةِ، وَكَانَ أَلفرِيد يَعْرِفُ أَنَّ حَيَاتَهُ مُهَدَّدَةٌ، وَلَكِنَّهُ اسْتَمَرَّ فِي إِجْرَاءِ تَجَارِبِهِ،
وَفِي أَثْنَاءِ إِجْرَاءِ إحْدَى هَذِهِ التَّجَارِبِ حَدَثَ اِنْفِجَارٌ رَهيبٌ، كَانَ مِنْ نَتِيجَتِهِ مَقْتَلُ جُوسْتَاف فِي التَّوِّ، وَنَجَا أَلفرِيد
مِنَ الْمَوْتِ بِأُعْجوبَةٍ.
كَانَ أَلفرِيد حَسَنَ الْحَظِّ حَقًّا لِنَجَاتِهِ، وَلَكِنَّ أَخَاهُ جُوسْتَاف لَمْ يَكْنْ وَحْدَهُ السَّيِّءَ الْحَظِّ، فَقَدْ شَارَكَهُ فِي السُوءِ-
مِنْ بَعْدُ- الْمَلَاَيِينُ مِنَ الْبَشَرِ الَّذِينَ سَقَطُوا ضَحَايَا لِلْاِنْفِجَارَاتِ الْمُمِيتَةِ فِي الْحُروبِ، بَعْدَ أَنْ أَصْبَحَ
اسْتِخْدَامُ الدِّينَامِيتِ أَمْرًا لَا غِنَى عَنْهُ لِأَيِّ جَيْشٍ مِنَ الْجُيوشِ الْمُتَحَارِبَةِ.
بَارُودٌ بِلَا دُخَانٍ
بَارُودٌ بِلَا دُخَانٍ لَيْسَ عُنْوَانًا لِقِصَّةٍ، وَلَكِنَّهُ حُلْمٌ أَوْ أَمْنِيَةٌ كًانَتْ تُرَاوِدُ الْكَثِيرِيْنَ مِنْ هُوَاةِ الصَّيْدِ وَالْجُنُودِ، وَقَدْ
يَبْدُو هَذَا الْقَوْلُ فِي أَيَّامِنَا غَرِيبًا لِمَنْ يَسْتَعْمِلُونَ الْأسْلِحَةَ النَّارِيَّةَ، ذَلِكَ أَنَّ السِّلَاَحَ النَّارِيَّ فِي عَصْرِنَا لَا يَخْرُجُ مِنْ
فُوَّهَتِهِ أَيُّ دُخَانٍ إِذَا اِنْطَلَقَتْ مِنْهُ قَذِيفَةٌ, وَلَكِنَّ هَذَا الْحُلْمَ أَوْ هَذَا الْاِنْطِلَاقَ النَّظِيفَ كَمَا يُمْكِنُ أَنْ نُسَمِّيَهُ،
مَا كَانَ لِيَتَحَقَّقَ لَوْلَا الْجُهُودُ الَّتِي بَذَلَهَا نُوبِل بَعْدَ تَجَارِبَ مُضْنِيَةٍ.
قَبْلَ عَامِ ۱۸۸۷م كَانَ أَيُّ سِلَاحٍ نَارِيٍّ إِذَا انْطَلَقَتْ مِنْهُ قَذِيفَةٌ يَصْحَبُ اِنْطِلَاقَهَا اِنْدِفَاعُ دُخَانٍ أسْوَدَ كَثِيفٍ كَرِيهِ
الرَّائِحَةِ، وَكَانَ هَذَا الدُّخَانُ يُضَايِقُ بِالطَّبْعِ هُوَاةَ الصَّيْدِ، كَمَا كَانَ يَفْضَحُ أُمَاكِنَ اخْتبَائِهم فِي الْغَابَةِ، كَمَا كَانَ
يَكْشِفُ مَوَاقِعَ الْجُنُودِ فِي الْمَعَارِكِ الْحَرْبِيَّةِ، وَخَطَرَ لِنَوْبِل أَنْ يَخْتَرِعَ قَذَائِفَ نَظِيفَةً لَا يَنْجُمُ عَنْهَا دُخَانٌ أُسْوَدُ إِذَا
مَا انْطَلَقَتْ، وَرَاحَ يُوَاصِلُ تَجَارِبَهُ.
وَفِي عَامِ ۱۸۸۷ اِكْتَشَفَ نُوبِل أَنَّهُ إِذَا زَادَ مِنْ كَمِّيَّةِ الْمَادَّةِ المُسَمَّاةِ قُطْنَ «الْبَارُودَ» فِي الْخَلِيطِ الَّذِي يُعَدِلُ
وَفِي عَامِ ۱۸۸۷ اِكْتَشَفَ نُوبِل أَنَّهُ إِذَا زَادَ مِنْ كَمِّيَّةِ الْمَادَّةِ المُسَمَّاةِ قُطْنَ «الْبَارُودَ» فِي الْخَلِيطِ الَّذِي يُعَدِلُ
فِي نِسَبِ الْمَوَادِ الْأُخْرَى، فَإِنَّهُ يَحَصُلُ بِذَلِكَ عَلَى بَارُودٍ بِلَا دُخَانٍ.
وَلَمَّا تَأَكُّدَ مِنْ صِحَّةِ هَذِهِ الْفِكْرَةِ، أَنْتَجَ فِي مَصْنَعِهِ عَدَدًا كَبِيرًا مِنَ الْقَذَائِفِ النَّظِيفَةِ.
وَأَقْبَلَ هُوَاةُ الصَّيْدِ فِي السّوِيدِ وَالنُّرْوِيجِ وَالدَّانِمَارْكِ إقْبَالًا شَدِيدًا عَلَى شِرَاءِ هَذِهِ الْقَذَائِفِ، كَمَا اشْتَرَوْا
وَلَمَّا تَأَكُّدَ مِنْ صِحَّةِ هَذِهِ الْفِكْرَةِ، أَنْتَجَ فِي مَصْنَعِهِ عَدَدًا كَبِيرًا مِنَ الْقَذَائِفِ النَّظِيفَةِ.
وَأَقْبَلَ هُوَاةُ الصَّيْدِ فِي السّوِيدِ وَالنُّرْوِيجِ وَالدَّانِمَارْكِ إقْبَالًا شَدِيدًا عَلَى شِرَاءِ هَذِهِ الْقَذَائِفِ، كَمَا اشْتَرَوْا
أَعْدَادًا كَبِيرَةً مِنَ الْبَنَادِقِ الَّتِي صَنَعَهَا نُوبِل فِي مَصْنَعِهِ لِهَذَا الْغَرَضِ.
وَلَمْ يَقْتَصِرِ الْأَمْرُ عَلَى هُوَاةِ الصَّيْدِ، فَقَدِ اِنْهَالَتِ الطَّلَبَاتُ عَلَى نُوبِل مِنْ كُلِّ دُوَلِ أُورُوبَّا لِشِرَاءِ الْبَنَادِقِ
وَالطَّلْقَاتِ الَّتِي تَلْزَمُ جُيوشَهَا.
وَوَسَّعَ نُوبِلْ مَصْنَعَهُ الَّذِي أَصْبَحَ يَضُمُّ مِئَاتِ الْعُمَّالِ، يَصْنَعُ مُخْتَلَفَ أَنْوَاعِ الْقَذَائِفِ لِلْمَدَافِعِ الْمُتَبَايِنَةِ الْأَحْجَامِ،
وَوَسَّعَ نُوبِلْ مَصْنَعَهُ الَّذِي أَصْبَحَ يَضُمُّ مِئَاتِ الْعُمَّالِ، يَصْنَعُ مُخْتَلَفَ أَنْوَاعِ الْقَذَائِفِ لِلْمَدَافِعِ الْمُتَبَايِنَةِ الْأَحْجَامِ،
مِمَّا عَادَ عَلَيْهِ بِالرِّبْحِ الْوَفِيرِ.
وَاصَلَ نُوْبِل تَجَارِبَهُ بُغْيَةَ الْحُصُولِ عَلَى مَادَّةٍ شَدِيدَةِ الْاِنْفِجَارِ، وَتَكُونُ فِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ مَأْمُونَةَ الْعَوَاقِبِ
اِخْتِرَاعُ الدّينَامِيتِ
وَاصَلَ نُوْبِل تَجَارِبَهُ بُغْيَةَ الْحُصُولِ عَلَى مَادَّةٍ شَدِيدَةِ الْاِنْفِجَارِ، وَتَكُونُ فِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ مَأْمُونَةَ الْعَوَاقِبِ
بِالنِّسْبَةِ لِمَنْ يَسْتَعْمِلُونَهَا سَوَاءً فِي الْأَغْرَاضِ الْحَرْبِيَّةِ أَمْ فِي الْأَغْرَاضِ الْمَدَنِيَّةِ، وَبَعْدَ سِلْسلَةٍ مِنَ التَّجَارِبِ
الْخَطِيرَةِ، تَمَكَّنَ مِن اِخْتِرَاعِ الدِّينَامِيتِ.
وَأَهَمُّ مَا فِي الدِّينَامِيت هِيَ مَادَّةُ النِّتْرُوجلِسْرِين، وُوِفْقًا لِمِقْدَارِ هَذِهِ الْمَادَّةِ تَخْتَلِفُ الْأَنْوَاعُ الْمُتَبَايِنَةُ مِنَ
وَأَهَمُّ مَا فِي الدِّينَامِيت هِيَ مَادَّةُ النِّتْرُوجلِسْرِين، وُوِفْقًا لِمِقْدَارِ هَذِهِ الْمَادَّةِ تَخْتَلِفُ الْأَنْوَاعُ الْمُتَبَايِنَةُ مِنَ
الدِّينَامِيتِ، وَتَتَدَرَّجُ نِسْبَتُهَا مِنْ خَمْسَةٍ بِالمِئَةِ إِلَى تِسْعِينَ بِالمِئَة، وَتَتَحَكَّمُ نِسْبَةُ مَادَّةِ النِّتْرُوجلِسْرِين فِي تَحْدِيدِ
سُرْعَةِ الْاِنْفِجَارِ وَمَدَاهُ، وَقَدْ أَدَخَلَتْ تَحْسِينَاتٍ كَثِيرَةً عَلَى صِنَاعَةِ الدِّينَامِيت مُنْذُ أَنِ اخْتَرَعَهُ نُوْبِل حَتَّى أَيَّامِنَا
هَذِهِ، وَأَصْبَحَ يُسْتَخْدَمُ فِي الْحَرْبِ وَفِي السِّلْمِ، كَشِقِّ الْأَنْفَاقِ وَالقَنَوَاتِ وَأَعْمَالِ الْمَنَاجِمِ وَالْمَحَاجِرِ وَغَيْرِهَا.
وَقَدِ اِحْتَاجَتْ برِيطَانِيَا إِلَى ثَلَاثِمِائَةِ أَلْفِ طِنٍ مِنَ الدِّينَامِيت لِشِقِّ مَضِيقِ سَيْمُور فِي كُولُومْبِيَا لِبِرِيطَانِيَا، كَمَا
اسْتُعْمِلَتْ كَمِّيَاتٌ ضَخْمَةُ مِنَ الدِّينَامِيت فِي الْأَعْمَالِ التَّحْضِيرِيَّةِ لِبِنَاءِ السَّدِّ الْعَالِيِّ فِي مِصْرَ وَسَدِّ الْفَرَّاتِ فِي
سُورِيَّا.
وَقَدِ اِخْتَرَعَ نُوبِل أَيْضًا نَوعًا شَدِيدَ الْاِنْفِجَارِ مِنَ الدِّينَامِيت اِسْمُهُ «الْجِيلَاَتِينُ الْمُتَفَجِّرُ)، وَهَذَا النَّوْعُ يُمْكِنُ تَفْجِيرُهُ
وَقَدِ اِخْتَرَعَ نُوبِل أَيْضًا نَوعًا شَدِيدَ الْاِنْفِجَارِ مِنَ الدِّينَامِيت اِسْمُهُ «الْجِيلَاَتِينُ الْمُتَفَجِّرُ)، وَهَذَا النَّوْعُ يُمْكِنُ تَفْجِيرُهُ
تَحْتَ سَطْحِ الْمَاءِ لِإِزَالَةِ الصُّخُورِ الَّتِي فِي الْقَاعِ، وَالَّتِي تَصْطَدِمُ بِهَا السُّفُنُ ذَوَاتِ الْغَاطِسِ الْعَمِيقِ فَتَتَسَبَّبُ
فِي غَرِقِهَا، وَكَانَ اِخْتِرَاعُ الدِّينَامِيت تَمْهِيدًا لِاِخْتِرَاعِ مَادَّةٍ أُخْرَى أَشَدَّ مِنْهُ اِنْفِجَارًا وَأَعْظُمَ فَاعِلِيَّةً، وَهِي مَادَّةُ
ت. ن. ت (T. N. T)، وَهِيَ تُصْنَعُ مِنْ نَتَرَاتِ التّولْوِين، وَهُوَ مُسْتَخْرَجٌ مِنَ الْقَطْرَانِ يُشْبِهُ الْبَنْزِينَ؛ إِذْ لَا لَوْنَ لَهُ وَلَا
رَائِحَةَ، ثُمَّ تُخْلَطُ هَذِهِ الْمَادَّةُ بِمَزِيجٍ مِنْ حِمْضِ الْكِبرِيتِيكِ والنِّيتْريك. والتَّرَايِنترُوتُولْوين مَادَّةٌ غَيْرُ قَابِلَةٍ لِلذَّوَبَانِ
فِي الْمَاءِ وَلَكِنَّهَا تُذَوِّبُ بِسُهولَةٍ فِي الْكُحُولِ أَوِ الْبَنْزِينِ.
لَقَدْ سَجَّلَ نُوبِل جَمِيعَ مُخْتَرَعَاتِهِ، فَعَادَتْ عَلَيْهِ بِثَرْوَةٍ هَائِلَةٍ، وَلَقَدْ تَضَاعَفَتْ هَذِهِ الثَّرْوَةُ بَعْدَ الْحَرْبِ الْعَالَمِيَّةِ
الثَّانِيَةِ، الَّتِي لَمْ يَشْهَدْهَا نُوبِل لِأَنَّهُ مَاتَ فِي عَامِ ١٨٩٦، وَتُقَدِّرُ ثَرْوَةُ نُوبِل الَّتِي تَرَكَهَا بِأَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةِ مَلَاَيِينَ
دُولَار، وَهُوَ رَقْمٌ بِمَقَايِيسِ عَصْرِهِ جِدُّ كَبِيرٍ.
قَضَى نُوْبِل أَيَّامَ شَبَابِهِ فِي الْعَمَلِ الْمُتَوَاصِلِ، لَا يَكِلُّ وَلَا يَمِلُّ، وَجَابَ مُعْظَمَ مُدُنِ أُورُوبَّا وَأَهَمَّ مُدُنِ أَمْرِيكَا،
قَضَى نُوْبِل أَيَّامَ شَبَابِهِ فِي الْعَمَلِ الْمُتَوَاصِلِ، لَا يَكِلُّ وَلَا يَمِلُّ، وَجَابَ مُعْظَمَ مُدُنِ أُورُوبَّا وَأَهَمَّ مُدُنِ أَمْرِيكَا،
وَلَكِنَّهُ خِلَالَ هَذِهِ الْأسْفَارِ لَمْ يَكْنْ يَسْتَمْتِعُ بِمَا يَسْتَمْتِعُ بِهِ الْمُسَافِرُ الْعَادِيُّ؛ لِأَنَّ كُلَّ هَمِّهِ كَانَ مُنْصَبًّا عَلَى
شَيْءٍ وَاحِدٍ هُوَ الْأسْلِحَةُ النَّارِيَّةُ: كَيْفِيَّةُ صُنْعِهَا وَتَطْوِيرِهَا.
جَوَائِزُ نُوْبِل
أَنْشَأَ نُوْبِل مَا يُسَمَّى الْيَوْمَ "جَوَائِزَ نُوْبِل" الَّتِي أَوَقَفَ عَلَيْهَا جَانِبًا ضَخْمًا مِنْ عَائِدَاتِ ثَرَوْتِهِ الْوَاسِعَةِ، وَكَتَبَ فِي
وَصِيَّتِهِ أَنْ تُمْنَحَ هَذِهِ الْجَوَائِزُ لِكُلِّ مَنْ يَعْمَلُ أَعْمَالًا جَادَّةً وَمُجْدِيَةً لِتَدْعِيمِ السَّلَامِ فِي الْعَالَمِ، بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ
لَوْنِهِ أَوْ جِنْسِيَّتِهِ أَوْ دِينِهِ وَشَمَلَتْ هَذِهِ الْجَوَائِزُ: الْفِيزْيَاءَ، وَالْكِيمْيَاءَ، وَالطِّبَّ، وَالْآدَابَ، وَالسَّلَام، وَهِي تُوَزَّعُ كُلَّ
عَامٍ فِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ مِنْ دِيسَمْبَر، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ نُوْبِل.
وَيُقَامُ اِحْتِفَالٌ بِهَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ فِي كُلٍّ مِنْ مَدِينَتَي أُوسْلُو وَسْتُوكْهَلْمْ.
وَيُمْنَحُ الفَائِزُ بِإحْدَى جَوَائِزِ نُوْبِل عِلَاَوَةً عَلَى مَبْلَغٍ كَبِيرٍ مِنَ الْمَالِ، وَمِيدَاليَةٍ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ، وَشَهَادَةٍ
وَيُقَامُ اِحْتِفَالٌ بِهَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ فِي كُلٍّ مِنْ مَدِينَتَي أُوسْلُو وَسْتُوكْهَلْمْ.
وَيُمْنَحُ الفَائِزُ بِإحْدَى جَوَائِزِ نُوْبِل عِلَاَوَةً عَلَى مَبْلَغٍ كَبِيرٍ مِنَ الْمَالِ، وَمِيدَاليَةٍ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ، وَشَهَادَةٍ
سُجِّلَتْ فِيهَا الْأسْبَابُ الْمُبَرِّرَةُ لِمَنَحِهِ هَذِهِ الْجَائِزَةَ.