تربية الأبناء الناجحة من خلال تجارب واقعية
اسمحوا لى أن أقدم لكم اليوم بعض التجارب الناجحة والواقعية في تربية الأبناء ، وهي قصص
حدثت بالفعل ، وكانت نتائجها أكيدة وسعيدة القصة الأولى بعنوان مشروع تجاري صغير لعلاج
الضعف الحسابي، والقصة الثانية بعنوان كيف تبدأ مع ابنك مراهقة ناجحة ؟
أتمنى أن تنال القصص رضاكم ، وأن نستفيد منها في تربية الابناء ، والآن مع القصص .
مشروع تجاري صغير لعلاج الضعف الحسابي
لاحظت أن ابني البالغ من العمر 9 سنوات - أي في الصف الثالث الابتدائي - ضعيف في الحساب
، وأوشك أن يكره مادة الحساب ، ومن ثم الرياضيات كلها ، فماذا أفعل ؟
في بداية الإجازة الصيفية قلت له : عندي لك مفاجأة ، فاستعد غدا للخروج معي .
وأخذته وذهبنا إلى تجار الجملة الذين يبيعون الحلويات والألعاب البسيطة الرخيصة ، وجعلته يختار
ما يريد بيعه لأقرانه ، وأعجبته الفكرة ، وشجعته بأن الربح کله له .
وعاد ليجتهد في البيع لزملائه ، وتدرب على الحسابات بمحبة ، وكنت يوما أراجع معه حسابات
المشروع ، ونجرد البضاعة يوميا بهدف تدريبه على الحسابات .
وبعد انتهاء فترة الإجازة الصيفية سدد رأس المال ، وتعلم الحساب وأحبه ، وربح مبلغا من المال
وفي العام الدراسي التالي أي في الصف الرابع الابتدائي أظهر ابني الحبيب تفوقا ملحوظا في
مادة الرياضيات .
كيف تبدأ مع ابنك مراهقة ناجحة ؟
في بداية المراهقة تغيرت أحوال أبي معي كثيرا ، زاد احترامه لي ، وبدأ يعاملني کرجل
كان يقول لي عندما يسير معي في الطريق : أنا فخور وأنا أمشي معك بين الناس ، أنا سعيد جدا
بالسير معك .
وجلس معي يوما وقال : أنا أثق في تفكيرك وربما تفهم أمور أكثر مني بحكم الزمن ، وأنت
تعرف أمور لا أعرفها ، لذلك من اليوم لن آخذ قرارا بدونك .
ولقد كان صادقا في وعده ، فكان يحترم عقلي ، ويستشير في باستمرار . لقد وفق الله أبي في
بداية مراهقتي ليستوعبني قبل أن يسرقني منه الآخرون .