قصة جديدة من قصص اطفال وقصة اليوم بعنوان سامر والبستان القصة مكتوبة ومصورة وسهلة التحميل من الموقع.
قصة سامر والبستان مكتوبة
ظن سامر ابن الستة عشر عاما ، وقد غدا أطول من أبيه ، أنه أصبح أكثر حكمة وأشد حنكة منه . وكان أبو سامر مزارعا كفوءا ، يملك عشر بقرات ، وثماني عنزات وبعض الدجاج والديوك والأرانب ، وكان يعتاش من بيع حليب الأبقار والماعز وبيض الدجاج ولحم الأرانب .
أما المزروعات التي كان يزرعها في بستانه من القمح والعدس والخضر فكانت تكفيه هو وزوجته وولده .
وكان الرزق الذي يجنيه أبو سامر لا يكاد يكفي للإنفاق على كسوة العائلة وطبابتها وتغذيتها ونفقات دراسة سامر الذي كان يتلقى العلم في مدرسة القرية . وكانت أم سامر سيدة قديرة وزوجة فاضلة وأما صالحة ، فكانت تقتصد وتساعد زوجها حتى يكون ما يجنيه كافيا للعائلة . وكانت تصنع بنفسها من الحليب لبنا ولبنة وجبنا وزبدا . وكانت بارعة أيضا في إعداد مؤونة الشتاء لتغني مائدتها بشتى أنواع الطعام من الحبوب والخضر واللحوم بأقل كلفة ممكنة .
ومع ذلك كله كان سامر يشتهي المزيد ويتمنى لو أن أباه زرع شجرة تفاح ودراق ومشمش . وكان منذ صغره قد تعود الحصول على ما يريده لأن أمه كانت تلين لطلباته التي لا تنتهي . وكان لأبي سامر جار كريم النفس طيب الخلق ، يملك بستانا كبيرا فيه أشجار شتى من كل أنواع الفاكهة . وكان يقدم لسامر ووالديه يوميا ما لذ وطاب من أنواع الفاكهة .
وكان لهذا الجار ابنة وحيدة اسمها ميساء ، أخلاقها حسنة وجمالها مقبول . وكان سامر يمني النفس بالزواج منها يوما ما لكي يستولي على بستان أبيها .
لم يكن سامر يحب ميساء ، ولكنه كان كثير التودد إليها والتردد على أبيها عارضا عليه المساعدة بالقطاف تارة ، وبتوضيب الفاكهة في الصناديق تمهيدا لبيعها في السوق تارة أخرى .
وكان سامر يتسقط أخبار ميساء ويتتبعها من شبان القرية ، فيعرف من يحاول أن يتودد إليها ومن أتى ليخطبها من أبيها . وكم من مرة ضرب أحد الشبان لأنه ذكر أمامه أنه سيطلب منها أن تتزوجه . ومع أن والدة سامر كانت تعرف طباعه السيئة وطمعه ، لم تكن توبخه إلا قليلا . وإن هي أحست أنها قد قست عليه بعض الشيء ، كانت تسرع وترضيه ببعض النقود قائلة له: «لا تخف . لن تكون ميساء إلا لك ، وسأطلب من والدك التحدث إلى والدها بشأنكما» . ولكن أبا سامر كان حازما معه لأنه يعرف طباعه السيئة وقلة تدبيره . وكان يقول له: «لن أطلبها لك إلا عندما تذهب إلى المدينة وتنهي دراستك الجامعية ، فبستاننا وحده لن يكفيك أنت وعائلتك عندما تتزوج» .
أما كبار القرية فكانوا يلاطفون سامرا إكراما لحسن سيرة والديه ولطفهما مع الناس .
وأما شبان القرية فكثيرا ما كانوا يتجنبون شره وسوء طباعه ومزاجه العصبي .
وكان سامر يقول بفخر أمام شبان القرية إنه ينتظر الساعة التي يسلمه فيها أبوه البستان ليبيعه ويذهب إلى المدينة حيث محال السهر والفتيات الحسان ، وحيث الحرية ، وذلك إذا لم ترض به ميساء زوجا .