قصة لا أحب الدغدغة قصة مكتوبة ومصورة و Pdf
قصة جديدة مع قصة مكتوبة وقصة اليوم بعنوان لا أحب الدغدغة القصة مكتوبة ومصورة و pdf سهلة التحميل من الموقع.قصة لا أحب الدغدغة مكتوبة
حين يأتي العم حبيب لزيارتنا ، يسمح لي بالجلوس خلف مقود شاحنته الزرقاء الجديدة ، فأجد نفسي أعلى من جميع السيارات الأخرى في الشارع .
حين يأتي العم حبيب لزيارتنا ، يصطحبني وأختي إلى بائع البوظة لأتناول بوظتي المفضلة : « كرتان » من البوظة بنكهة الشوكولاتة والحلوى الهشة ؛ وقد زينت أيضا بسكاكر في ألوان قوس قزح .
حين يأتي العم حبيب لزيارتنا ، يضحك أبي وأمي لطرائفه التي يرويها .
يستطيع العم حبيب أن يحرك أذنيه من دون أن يلمسهما .
ويستطيع أيضا أن يركض إلى الخلف من دون أن يصطدم بالحائط .
وحين يفعل ذلك أضحك ، وأضحك ، وأضحك .
حين يأتي العم حبيب لزيارتنا ، يحب أن يدغدغني .
يدغدعني تحت ذقني ، وتحت إبطي ، وعلى رأسي ، وفي كل مكان تقريبا !
في البدء ، تضحكني دغدغته ، ولكنه أحيانا يستمر في دغدغتي ..
ودغدغتي ... ودغدغتي .
فأقول له : « توقف توقف »،
لكنه يواصل دغدغتي حتى تؤلمني أطرافي ، وأشعر وكأن أحشائي تتقطع .
تقول أختي « لينا » إن العم حبيبا يدغدغ كل الأولاد . وهي تظن أن هذا أمر مضحك .
لكنني مع ذلك لا أحب دغدغته لي طويلا .
العم حبيب آت ليتعشى معنا الليلة .
إن دغدغني ، فسأهرب إلى غرفتي .
وسأرسم على وجهي بقعا حمراء وأقول إني مريض بالجدري ، وإني لا أستطيع الخروج من الغرفة .
أو لربما اتنكر بزي قائد القراصنة ، وهكذا لن يعرفني أحد ؛ أو لربما أختبئ تحت الطاولة ، وسيكون العم حبيب منشغلا جدا بأكل المعكرونة حتى إنه لن يلاحظ وجودي .
تناديني أمي : « كريم .. العم حبيب هنا . سيكون العشاء جاهزا في عشر دقائق .»
فأقول لها : « لست جائعا ».
دخلت أمي غرفتي ، ووضعت يدها على جبيني هي تفعل ذلك دائما عندما أقول لها إني لست جائعا ، ثم قالت :
« حرارتك ليست مرتفعة ، هل تشعر بأنك مريض ؟».
لم أرد أن أخبرها انزعاجي من دغدغة العم حبيب ، لأنها على الأرجح ستقول إن العم حبيبا يدغدغ كل الأولاد .
ومع ذلك فقد أخبرتها .
صمتت أمي لحظة ، ثم قالت : « لقد فعلت الصواب بأن قلت لي . هل أخبرت العم حبيبا بأنك لا تحب الطريقة التي يدغدغك بها ؟».
فقلت : « أحيانا أطلب إليه أن يتوقف ، لكنه يستمر في دغدغتي ».
قالت أمي : « يجب على العم حبيب أن يتوقف عن دغدغتك حين تطلب إليه ذلك .
جسدك لك وحدك ، ولا يحق لأحد أن يدغدغك أو يلمسك بطريقة أنت لا تحبها . تعال نذكره بذلك .»
ثم عانقتني فقلت لها إني بدأت أشعر بالجوع .
وأنا أنزل السلم ، رأيت أبي والعم حبيبا يتحدثان .
وحين راني عمي ابتسم لي فبادلته الإبتسامة .
« مرحبا يا صديقي » ، قال العم حبيب .
قفزت عن الدرجة الأخيرة فربت عمي على كتفي ، ثم بدأ يدغدغني على رقبتي .
ابتعدت عنه قائلا : « لا ».
« أنت تدغدغني كثيرا ، وأنا لا أحب الدغدغة .»
فتراجع العم حبيب إلى الخلف وقال : « حسنا ، لا مشكلة !».
بعد العشاء ، سألني العم حبيب إن كنت أحب أن ألعب معه ، وفيما كنت احرك حجرى الأسود باتجاه حجره الأحمر ، قال لي :
" أنا سعيد بأنك أخبرتني بانزعاجك من الطريقة التى ادغدغك بها ."
فنظرت إلي الأرض وهززت برأسي .
ثم أضاف : " كن واثقا من أن هذا لن يحصل ثانية ".
رفعت رأسي فإذا بالعم حبيب يرفع يده ويقول لي : « كفك »، فضربت كفه بكل قوتي . عندئذ تدخرج العم حبيب إلى الخلف ورفع قدميه في الهواء !
ثم هز يديه وصاح بابتسامة عريضة : « يا لك من ولد قوي !».
فضحكت ، وضحكت ، وضحكت .
أحبك يا عمي حبيب ..