قصة جديدة من سلسلة قصص اطفال عمر ٣ سنوات وقصة اليوم بعنوان الثعلب أما للكتاكيت القصة مكتوبة ومصورة و pdf سهلة التحميل من الموقع.
قصة الثعلب أما للكتاكيت مكتوبة
الثعلب أما للكتاكيت
عاش الثعلب والكتاكيت حياة سعيدة في الجبال ، كان الثعلب يقدم للكتاكيت كل ما يجد من القمح والذرة ، ويهتم بها كما تهتم الأم بأطفالها ، فلما كبرت الكتاكيت قليلا بدأ الثعلب يأخذها للنزهة في الخارج قائلا :
تعالوا ، هناك أشياء أخرى يمكن أن تؤكل .
وفي يوم من الأيام خرجوا جميعا يتجولون فراهم أحد الصيادين ، وراح يعدو خلفهم ، كاد الثعلب والكتاكيت يموتون من الخوف .
الثعلب مطمئنا الكتاكيت :
- أعرف طريقا مختصرا ، إذا ذهبنا منه فلن يستطيع اللحاق بنا .
بدؤوا يركضون ، وما عادوا يسمعون صوت الصياد ، فلما وصلوا وجار الثعلب شعروا بالراحة والطمأنينة .
- أحد الكتاكيت قائلا : أنا لن أخرج مرة أخرى .
- وآخر مجيبا : لماذا لا نخرج ؟ نخرج ولكن لا نذهب بعيدا .
- الثعلب : من الخطر أن تخرج الكتاكيت وحدها قبل أن تكبر وتقدر على حماية نفسها .
وراح يهمس بأسلوب لطيف : الصياد ليس هو الخطر الوحيد .
- الكتاكيت وما هو الخطر الآخر الذي ينتظرنا إذا ؟
تمتم الثعلب وما استطاع أن يجيب ؛ نعم إنه لم يستطع أن يعرف الكتاكيت أن هناك بعض الحيوانات مثله قد تفترسها .
و لم تبتعد الكتاكيت عن وجار الثعلب منذ ذلك اليوم ، كانت الحياة تسير هادئة بعيدا عن الخطر .
مرت الأيام وبدأت تخطر بعض الأسئلة للكتاكيت ، كانت تسأل أمها مرات ومرات لكنها لا تجد منها جوابا شافيا .
كبرت الكتاكيت قدرا لا بأس به ، ومع ذلك لم تستطع أن تفهم : لماذا لا تشبه أمها ؟
والعجيب أن الطيور التي تغرد على أغصان الأشجار كانت تشبهها أكثر !
ولاحظت الكتاكيت أيضا أن أمها لم تأكل معها القمح قط ، وعندما كانت الكتاكيت تأكل تقول الأم : " كلوا فقد أكلت قبلكم هناك ".
وما دام الطعام مختلفا إذا هناك لغز في الأمر ، ولكن لا أحد يعرف حله ...
خرج الثعلب يوما يجمع الطعام ، و بعد قليل إذا بالباب يطرق ، لم تكن الكتاكيت تفتح الباب لشخص غريب في غياب أمها ، ولكن طرق الباب استمر وصوت الطارق كان فيه إلحاح ...
فتحت الكتاكيت الباب بعد أن تأكدت أنه لن يضرها ، فإذا بومة الجبال على الباب ... وكانوا يسمونها هناك : بريد الشر ، ويبدو أن لديها خبرا مهما :
- البومة : عندي أخبار ، أخفيتها في نفسي أياما وأياما ، ولا أستطيع أن أتحمل أكثر وراحت تحكي لهم ... كانت الكتاكيت في حيرة ، لم تستطع أن تصدق ما سمعت ...
- أحد الكتاكيت : كم قلت لكم مثل هذا الكلام من قبل .
- آخر بحماس : لا ، مستحيل ، إنها تكذب ، إنها تحاول أن تحزننا ..
ألا تعلمون أنها تحزن الجميع دائما بأخبارها السيئة ؟ وأيضا فلو كان ما قالته صحيحا فلماذا لم يأكلنا الثعلب حتى الآن ؟ كيف هذا وهو الذي أطعمنا وربانا بعناية ، وحفظنا من كل سوء ؟
- الكتاكيت الأخرى : الحق معك .
ولكن هذا كله لم يغير الحقيقة ، فالثعلب ليس أما لها ...
- البومة للكتاكيت : اذهبوا ، وابحثوا عن أسرتكم .
ودلتهم على مكان أسرتهم الحقيقية .
- أحد الكتاكيت لم يتقبل هذا الموقف ، بل غضب فدفع بالبومة خارج الباب .
- وكانت الكتاكيت تفكر ماذا ستفعل ...؟ وجاء الثعلب ...
- الكتاكيت : علينا ألا نخبر الثعلب بالموضوع أبدا كما قررنا من قبل .
- الثعلب وقد ارتاب من عبوس وجوهها : ماذا حدث لك ؟
- الكتاكيت نشعر بالملل بعض الشيء ، هذا هو السبب .
وبينما كانت الكتاكيت تأكل القمح الذي أحضره الثعلب كانت تقول في نفسها :
مستحيل !"
لم يقدر الثعلب أن يفهم ما تهامست به ، وبعد ساعة نام من شدة التعب .
صارت الكتاكيت تشتاق إلى أسرتها الحقيقية ، ولا يمكن لأحد أن يتغلب على هذا الشوق ، ففكرت وخططت : غدا عندما يخرج الثعلب لجمع الطعام سنغادر هذا المكان لنبحث عن أمنا الحقيقية ، الله أعلم بحال أمنا : كم اشتاقت إلينا ، وكم قاست من الآلام في غيابنا ؟ علينا أن نصل إليها بأسرع وقت ، وتنهي آلام الشوق والغربة .
- أحد الكتاكيت : حسنا ، وماذا سيحدث لأمنا الثعلب ؟ إنها ستحزن كثيرا عندما نذهب .
- الكتاكيت الأخرى بانفعال : عليها أن تتحمل أيضا نتائج ما فعلت .
واستسلمت الكتاكيت للنوم وهي تتهامس فيما بينها .
وجاء الصباح ، فإذا بالكتاكيت كلها تعيش في حالة انفعال و قلق ، إنها تنتظر خروج الثعلب بأسرع وقت .
كانت حزينة بعض الشيء ، فيا لها من فترة قضوا فيها معا أياما جميلة ! وكم كم احتضنت الكتاكيت أمها مختبئة بصدرها وهي تنادي : أماه ...
كادت الكتاكيت تخبر الثعلب ، ولكنه لن يأذن لها بالذهاب ، وها هي تعانق أمها للمرة الأخيرة ، وكأنها لن تعود أبدا .
لم يفهم الثعلب شيئا مما يحدث .
- الثعلب : يا للعجب كأنني أخرج أول مرة لأجمع الطعام .
- الكتاكيت نحن نحبك كثيرا ، لا تنس ذلك مهما حدث .
خرج الثعلب قائلا : لقد تأخرت .
شغل بال الثعلب بتلك الأحوال الغريبة للكتاكيت ، فقال في نفسه :
عندما نعود في المساء سنفهم الأمر .
تجهزت الكتاكيت دون علم الثعلب ثم رحلت ، ولم يكن عندها علم بالخطر الذي ينتظرها في الطريق ، ولكن مهما يكن فقد قررت أن تبحث عن أسرتها .
جمع الثعلب الطعام ، وفي طريقه إلى الوجار مر به شعور غامض غريب ...
دخل الثعلب الوجار ولكن الكتاكيت لم تكن هناك ، أين هي ؟ هل ذهبت بعيدا عندما كانت تلعب ؟
خرج الثعلب فورا للبحث عنها ، ولكن لم يجد منها أحدا ، وبينما كان الثعلب يبحث عن الكتاكيت في حزن وألم صاحت به البومة من فوق الشجرة وكأنها قد حققت نصرا عظيما :
- لقد أخبرتها بكل شيء ، فخرجت تبحث عن أسرتها الحقيقية ...
هاهاهاه .. لقد أخذت بثأري منك .
كان الثعلب يحاول أن يأكل البومة ، وها هو يجرحها ، ولكن البومة نجت منه بصعوبة ، وقع هذا قبل سنوات ...
وانتظرت البومة حتى جاءت اللحظة التي سينهار فيها الثعلب ، كان الثعلب المسكين مذهولا بما يحدث ، لم يكن يخطر بباله شيء مثل هذا قط .
كان سيخبر الكتاكيت بالحقيقة في يوم من الأيام ، ولكنها ما زالت صغيرة لا يمكنها أن تفهم الأمر .
ها هو الثعلب تسبقه دموعه ولا يقدر أن يكفها ، إنه يخاف على الصغار من أن تأكلها الذئاب والنسور ، راح يبحث عن الكتاكيت ...
يبحث في القن فلعلها هناك ، ولكن لا أحد هناك ، عاد إلى وجاره حزينا ، فها هو من الآن بدأ يشتاق إليها .
الثعلب : " أنا أستحق ذلك "، واستسلم للنوم من شدة التعب ، فلعله يعيش مع الكتاكيت الصفراء في الأحلام ...