قصة الصياد والديناميت قصص اطفال بالصور والكتابة قصيره pdf

قصة الصياد والديناميت قصص اطفال بالصور والكتابة قصيره pdf

قصص اطفال بالصور والكتابة قصيره pdf

قصة الصياد والديناميت قصص اطفال بالصور والكتابة قصيره pdf

اليوم مع قصة الصياد والديناميت وهي من قصص اطفال بالصور والكتابة قصيره pdf يمكن تحميلها بسهولة أسفل المقالة.

قصة الصياد والديناميت مكتوبة

عَلى شاطئ البَحْرِ ، في خَليج جونْيَةَ ، كوخ صَغِيرٌ لِصَيّادٍ يَتَعَيَّشُ مِنْ صَيْد السَّمَكِ وَالمَحارِ وَالقُرَيْدِسِ .

كانَ صَيْدُهُ هَذا يَجْني لَهُ الكَثيرَ مِنَ النُّقودِ بِسَبَبِ اسْتِخْدامِهِ الدِّيناميتَ وَسيلَةً تُحَقِّقُ لَهُ أَطْماعَهُ وَمُبْتَغاهُ دونَ جُهْدِ مُضْنٍ، إِذْ كَانَ يَقْتُلُ بِهَذِهِ الطَّريقَةِ أَكْبَرَ عَدَدٍ مِنَ الأَسْماكِ.

كانَ صَيّادُنا يَنْهَضُ باكِرًا، فَيُوَزِّعُ عُبُوّاتِ الديناميتِ هُنا وَهُناكَ بَيْنَ تِلْكَ الأَمْواجِ المُتَلاطِمَةِ فِي عُرْضِ البَحْرِ، ثُمَّ يَعودُ بَعْدَ ذلِكَ لِيَجْنِي غَلَّتَهُ المُنْتَظَرَةَ حَتَّى نَعَتَهُ بَعْضُ صيادي جونيَةَ بِـ «المُجْرِمِ» لِأَنَّهُ كانَ يَقْتُلُ الكَثيرَ مِنَ الأَسْماكِ وَلا يَتْرُكُ مَجالًا لِغَيْرِهِ كَيْ يَصْطَادَ أَمَّا بَعْضُهُمُ الآخَرُ فَقَدْ نَعَتَهُ بـ الطَّمّاعِ لِشِدَّةِ وَلَعِهِ بِالمال.

وَكانَ صَديقنا الصَّيّادُ يُدْرِكُ، مَعَ الأَسَفِ، أنَّ صَيْدَهُ بِالدِّيناميتِ يَقْتُلُ الحَياةَ البَحْرِيَّةَ، إِذْ يَقْضِي بِطَريقَتِهِ هَذِهِ عَلى كُلِّ أَشْكالِ الحَياةِ، دونَ أَنْ يَرِفَ لَهُ جَفْنٌ وَهُوَ يُشاهِدُ الأَسْماك الصَّغِيرَةَ المُمَزَّقَةَ تَلْفِظُ أَنْفَاسَها الأخيرَةَ عَلى الشّاطيء.

ذاتَ يَوْمٍ فيما هُوَ يَضَعُ الدّيناميتَ لِيَصْطادَ، انْفَجَرَتِ العُبُوَّاتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأُصِيبَتْ بِسَبَبٍ ذلِكَ يَدُهُ اليُمْنى.

وَهَلِعَ أَهْلُ القَرْيَةِ وَأَسْرَعوا إِلَيْهِ ، بَعْضُهُمْ لِيَطْمَئِنَّ إلى سَلامَتِهِ ، وَبَعْضُهُمُ الآخَرُ لِيُؤَنْبَهُ عَلى طَريقَتِهِ بِالصَّيْدِ.

وَنَقَلوهُ إلى المُسْتَشْفَى حَيْثُ ضُمِّدَت جُروحُ يَدِهِ.

وَرَجَعَ الصَّيَّادُ إلى كوخِهِ، وَبَيْنَما هُوَ مُسْتَلْقٍ عَلى فِراشِهِ يُعاني شِدَّةَ الأَلَمِ إِذا بِرَجُلٍ ضَخْمٍ يَقْرَعُ بابَ الكوخ ، رَجُلٍ يَراهُ الصَّيَّادُ لِلْمَرَّة الأولى في حَياتِهِ.

كانَ رَجُلًا كَبيرَ الرَّأْسِ، عَرِيضَ المَنْكِبَيْنِ ، طَويل القامَةِ .

اِنْدَهَشَ الصَّيّادُ وَسَأَلَ زائرَهُ : مَنْ أَنْتَ وَماذا تُريدُ؟

أَجابَ الرَّجُلُ: إِنَّني مِنَ القَرْيَةِ المُجاوِرَةِ وَأُريدُ الكَثيرَ مِنَ الأَسْماكِ.

فَرِحَ الصَّيّادُ بِهذا المَطْلَبِ وَأَجابَهُ مُؤَكّدًا قُدْرَتَهُ عَلى تَلْبِيَّةِ طَلَبِهِ فِي الصَّباحِ الباكِرِ.

إِلَّا أَنْ الرَّجُلَ أَصَرَّ عَلى حَاجَتِهِ إِلى السَّمَكِ في اللَّحْظَةِ نَفْسِها .

قالَ الصَّيَّادُ: «لا أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ الآنَ فَالصَّيْدُ المُوَفَّقُ إِنَّما يَكونُ في الصَّباحِ، لذا لا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُلَبِّي طَلَبَكَ الآن».

أَجَابَهُ الرَّجُلُ: «بِإمكاني أَنْ أَخُذَكَ إِلى مَكَانَ تَسْتَطيعُ أَنْ تَصْطادَ فِيهِ الكَثيرَ مِنَ السَّمَكِ».

وافَقَ الصَّيَّادُ عَلى مُرافَقَتِهِ بِعَرَبَتِهِ الَّتي أَخَذَتْ تُسابِقُ الرِّيحَ ، إلى أَنْ وَصَلا إلى المكان المَقْصودِ.

ثُمَّ تَرَجَلا عَنِ العَرَبَةِ وَاتَّجَهَا نَحْوَ الشَّاطِيءِ الصَّخْرِي.

وَوَقَفَ الصَّيّادُ عِنْدَ إحْدى الصُّخورِ مُنْدَهِشًا لِأَنَّ الصَّخْرَةَ كَانَتْ مُرْتَفِعَةٌ عَنِ البَحْرِ، وَقَالَ صائحًا : «أَيْنَ هِيَ الأَسْمالُ الَّتي حَدَّثْتَني عَنْهَا؟

وَكَيْفَ لي أَنْ أَصِلَ إلى البَحْرِ وَأَنْتَ تَرى ارْتِفاعَ الصَّخْرَةِ عَنْهُ»؟

قالَ الرَّجُلُ بِصَرامَةٍ : سَتَرى الآنَ».

وَوَجَدَ الصَّيّادُ نَفْسَهُ خَائِفًا لِأَنَّهُ شَعَرَ بِأَنَّ مَكْروهًا سَيَحْدُثُ لَهُ لا مَحالَةَ.

ففي هذا المَكان الموحِشِ لَنْ يَسْمَعَهُ أَحَدٌ لِيُنْقِذَهُ حَتَّى وَلَوْ صَرَخَ وَاسْتَغاثَ .

وَأَخَذَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ قائِلًا: «مَنْ هُوَ هذا الرَّجُلُ؟

وَماذا يُريدُ مِنْ صَيَّادٍ مِسْكِينٍ مِثْلي لا حَوْلَ لَهُ وَلا قَوَّةَ»؟...

وَفِي تِلْكَ اللَّحَظاتِ شَعَرَ بِقُوَّةٍ كَبِيرَةٍ تَدْفَعُهُ مِنْ مَكَانِهِ وَإذا به يَقَعُ في الماء.

وَلكِنْ سُرْعانَ ما اسْتَرْعى انْتِباهَهُ أَنَّهُ ما زالَ يَتَنَفَّسُ بِسُهُولَةٍ تَحْتَ المَاءِ، وَمِثْلُهُ فِي ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذِي اصْطَحَبَهُ، عَلى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ البَحْرَ لا يَزالُ يَبْتَلِعُهُ بِالسُّرْعَةِ ذاتِهَا الَّتي قُذِفَ بِها مِنْ أَعْلى الصَّخْرَةِ .

وَظَلَّ الرَّجُلانِ يَهْبِطَانِ، دونَ أَنْ يَسْتَطِيعَ الصَّيّادُ مَعْرِفَةَ العُمْقِ الَّذي هَبَطا إِلَيْهِ، إلى أَنْ وَصَلا إلى بابٍ كَبيرٍ أَشْبَهَ بِبابِ قَلْعَةٍ مُحَصَّنَةٍ ، مَفْتوحٍ عَلَى مِصْرَاعَيْهِ، وَمَصْنوعٍ مِنَ الصَّدَفِ، وَأَمامَهُ مُباشَرَةً سَمَكَتانِ كَبِيرَتانِ مُدَجَّجَتان بالسلاح لِلْحِراسَة.

حَيّا الرَّجُلُ الضَّخْمُ الحارِسَتَيْنِ، فَأَحْنَتِ السَّمَكَتانِ رَأْسَيْهِما بِاحْتِرامِ، وَأَفْسَحَتا لَهُما الطريق.

دَخَلَ الاثْنانِ قاعَةً كَبِيرَةً في غايَةِ الرَّوْعَةِ وَالجَمالِ .

كانَتْ جُدْرانُ القاعَةِ مَصْنوعَةً مِنْ أَصْدافٍ بَحْرِيَّةٍ لامِعَةٍ تَعْكِسُ أَلْوانَ البَحْرِ المُتَعَدِّدَةَ : الأَخْضَرَ وَالأَحْمَرَ وَالأَصْفَرَ وَالأَزْرَقَ أَمّا ثُرَيَّاتُ القاعَةِ فَقَدِ ازْدانَتْ بِاللَّالِي الثَّمينَةِ .

أَمّا الأَسْماكُ بِمُخْتَلِفِ أَحْجَامِها : الكَبيرَةِ وَالمُتَوَسِّطَةِ وَالصَّغِيرَةِ، فَقَدْ كانَتْ تَسْبَحُ بِهُدوءٍ وَلكِنْ بِغايَةِ الحُزْنِ وَالأَسى .

اِنْدَهَشَ الصَّيّادُ مِنْ رَوْعَةِ المَكانِ وَأَخَذَ يَسْأَلُ نَفْسَهُ: «ما هذا المكانُ العَظِيمُ؟

وَما سَبَبُ حُزْن هَذِهِ الأَسْماكِ»؟

وَكانَتِ الأَسْماكُ تَبْتَعِدُ عَنْهُ كُلَّما اقْتَرَبَ مِنْها ، وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ نِظْرَةَ عِتابٍ.

في تِلْكَ الأَثْناءِ اخْتَفى الرَّجُلُ الضَّخْمُ وَعادَ بَعْدَ دَقائِقَ حامِلًا إِصْبَعَ ديناميتٍ بِيَدَيْهِ.

ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلى كَتِفِ الصَّيّادِ وَقالَ لَهُ: «هَلْ رَأَيْتَ هذا الشَّيْء مِنْ قَبْلُ؟

هَلْ هُوَ لَكَ»؟

نَظَرَ الصَّيّادُ بِخَوْفِ شَدِيدٍ إلى إِصْبَعِ الديناميتِ وَقالَ: «نَعَمْ، فَأَنا أَسْتَخْدِمُهُ دائِمًا في الصَّيْدِ».

ثُمَّ وَضَعَ رُكْبَتَيْهِ عَلى الأَرْضِ طالبًا الرَّحْمَةَ بَعْدَ أَنْ تَوَصَّلَ فِى قرارة نَفْسِهِ إلى قناعَةِ بِأَنَّ مَوْتَهُ مَحْتومُ لا مَحالَةَ.

أَمْسَكَ الرَّجُلُ الضَّخْمُ بِيَدَيِ الصَّيّادِ وَساعَدَهُ عَلى النُّهوض قائِلًا لَهُ: «لَيْسَ في قانوننا وَعُرْفِنا ما يَدْفَعُنا إلى الاِنْتِقامِ مِنْكَ، لَكِنَّنا في المُقابِلِ نُرِيدُ مِنْكَ أَنْ تَعالِجَ والِدَيَّ اللَّذَيْن أُصيبا مِنْ جَرّاءِ تَفْجيراتِكَ المُؤْذِيَةِ، وَإِذا نَجَحْتَ في ذلِكَ فَسَنَكونُ لَكَ مِنَ الشّاكِرِينَ أنا اِرْتَعَدَ الصَّيَّادُ وَاحْتَجَّ قائلا: «لا ، لا ... لا أَعْرِفُ كَيْفَ أُداوي.

لَسْتُ طبيبًا ، وَلَيْسَتْ لي قُدْرَةٌ عَلى ذلِكَ».

وَسَأَلَ عَنْ مَصِيرِهِ إِذا لَمْ يَنْجَحْ في شِفائِهِما ، وَعَنِ المُصيبَةِ الَّتي وَقَعَتْ عَلى رَأْسِهِ .

قالَ الرَّجُلُ لِلصَّيَّادِ: «أَنَا عَلَى يَقِينِ بِأَنَّكَ سَتُحاوِلُ وَسَتَنْجَحُ في مُحاوَلَتِكَ».

عِنْدَئِذٍ دَخَلَ الصَّيّادُ غُرْفَةَ الأُمِّ وَالأَبِ وَهُوَ يَدْعو اللهَ وَيَرْجو مِنْهُ أَنْ يُوَفِّقَهُ في مُهِمَّتِهِ هذِهِ، وَاقْتَرَبَ مِنْهُما ، وإذا بِهِما سَمَكتان كبيرتان ، وَبَدَأَ يُضَمِّدُ جِراحَهُما وَالأَسْماكُ تَنْظُرُ إِلَيْهِ بِقَلَقٍ شَديدٍ.

وما إن انْتَهَى مِنْ ذلِكَ حَتَّى بَدَأَتِ الجِراحُ تَلْتَئِمُ بِسُرْعَةِ البَرْقِ، فَحَمِدَ اللهَ ثُمَّ قَالَ: «يا إلهي، لَقَدْ نَجَوْتُ»!

اِبْتَهَجَ الجَميعُ لِنَجاح الصَّيّادِ وَعَمَّتِ الفَرْحَةُ أَنْحاءَ القَصْرِ.

إلَّا أَنَّ الصَّيَّادَ بَدا حَزينًا، وَأَخَذَ يَسْأَلُ نَفْسَهُ : كَيْفَ سَيَقْضي طيلَةَ حَياتِهِ دونَ أَنْ يَرى زَوْجَتَهُ وَأَوْلادَهُ وَأَهْلَهُ؟

وَكَيْفَ سَيُمْضِي بَقِيَّةَ حَياتِهِ مَعَ الأَسْماكِ وَالدَّلافين؟

وَأَخَذَ اليَأْسُ يَنْتابُهُ، وَبَدَأَتْ مَوْجَةٌ مِنَ الأفكارِ السّودِ تَجولُ في رَأْسِهِ، فَجَلَسَ مُنْعَزِلًا يَبْكي حَظَّهُ العَاثِرَ.

وَفيما هُوَ في حالِهِ إِذا بِيَةٍ ناعِمَةٍ حَنون تُرَبِّتُ عَلى كَتِفِهِ، وَإِذا بِهِ يَسْمَعُ صَوْتًا يُطَمْئِنُهُ قائِلًا: «أَنْتَ حُرِّ الآنَ، وَيُمْكِنُكَ أَنْ تُغادِرَ مَمْلَكَةَ البَحْرِ أَيُّها الصَّيّاد .

سَأَدَعُكَ تَعودُ إلى أَهْلِكَ، لَكِنْ عِدْني أَوَّلًا أَنَّكَ لَنْ تَصْطادَ بِالدِّيناميتِ بَعْدَ اليَوْمِ .

فَوَعَدَ الصَّيَّادُ أَنَّهُ سَيَصْطادُ السَّمَكَ بِالشَّبَكَةِ كَباقي الصَّيَّادِينَ، وَسَيَقْنَعُ بِما سَيَرْزُقُهُ اللهُ .

عَلا صِياحُ الدِّيكِ في الصَّباح الباكِرِ فَاسْتَيْقَظَ صَيَّادُنا، وَجالَ بِبَصَرِهِ في أَنْحاءِ الغُرْفَةِ مُسْتَغْرِبًا : ماذا حَدَثَ؟

وَأَيْنَ هُوَ؟

وَإِذا بِهِ فِي مَنْزِلِهِ بَيْنَ أَفْرادِ أُسْرَتِهِ .

شَعَرَ بِبَعْضِ الأَلمِ فِي يَدِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَفَزَ يُقَبِّلُ زَوْجَتَهُ وَأَوْلادَهُ مُتَمْتِمًا: «أَجَلْ، لَقَدْ كانَ كابوسًا ، لَقَدْ كانَ كابوسا».

عِنْدَما تَعافى الصَّيّادُ مِنْ جراحِهِ خَرَجَ إلى الصَّيْدِ مِنْ جَدِيدٍ مُتَذَكِّرًا هذا الحُلْمَ الَّذي عَلَّمَهُ دَرْسًا لَنْ يَنْساهُ طيلَةَ حَياتِهِ، وَأَخْبَرَ رُفَقاءَهُ الصَّيَّادِينَ أَنَّهُ لَنْ يَصْطادَ بِالدِّيناميتِ بَعْدَ اليَوْمِ مَهْما حَصَلَ، فَعانَقوهُ مَسْرورينَ.

قصة الصياد والديناميت مصورة

تعليقات