اخلاق المؤمنين وقصة السرّ في البكور قصة تربوية عظيمة للاطفال والشباب

اخلاق المؤمنين وقصة السرّ في البكور قصة تربوية عظيمة للاطفال والشباب

اخلاق المؤمنين وقصة السرّ في البكور قصة تربوية عظيمة للاطفال والشباب

اخلاق المؤمنين وقصة السرّ في البكور قصة تربوية عظيمة للاطفال والشباب

ما زلنا مع قصص مكارم الاخلاق وقصة اليوم بعنوان السرّ في البكور وهي توضح جابن من اخلاق 

المؤمنين القصة مكتوبة نتمنى أن تنال رضاكم.

اخلاق المؤمنين وقصة السرّ في البكور 

لم أكن نائمًا عندما طلعت الشمس؛ لقد استيقظت يومئذ قبل الشروق بنصف ساعة، وأمَّنتُ على دعاء 

والدَيَّ، ثمّ فعلتُ مثلما فعل والدي أخذتُ كتابًا، وجلست على المقعد؛ لقد اعتدتُ بالفعل على الاستيقاظ 

مبكرًا كلّ صباح واستقبال اليوم بكتاب في يدي؛ لهذه العادة قصة مثيرة للاهتمام.. 

فقبل عامين أشارت جدتي إلى رجل كان يمرّ أمام منزلنا، وسألتني قائلة: انظر - يا بني- أترى ذلك الرجل؟

- ذلك الرجل المسن، يا جدتي العزيزة؟

- أجل، كم عمره في رأيك؟

- في الستين أو الخامسة والستين..

- وإذا قلتُ لك: إنّه في الخامسة والثمانين من عمره، فهل تصدقني؟

- تقصدين أنه في مثل عمرك يا جدتي؟ لا يبدو عليه ذلك ألبتة !

- لذلك سألتك؛ في حقيقة الأمر قضينا طفولتنا معا؛ وفي وقت ما استقر هو وعائلته في القرية؛ كانت 

أموالهم وأملاكهم في القرية فجاؤوا ليشرفوا عليها، وظلّوا هنا أعوامًا كثيرة، وعندما كبر أبناؤهم عادوا 

إلى المدينة مرّةً أخرى، وتركوا أملاكهم لشريكهم المُزارع، ورغم أن الرجل المسن كان غنيًّا جدًّا إلا أنه استمر 

في عمله؛ فسَوَّق محاصيله في القرية في المتجر الصغير تحت منزله؛ كان مكانًا صغيرًا إلّا أنّ ربحه لم يكن 

قليلا قطّ؛ فعلم أبناءه بالمال الذي كسبه، ولم يردّ قط أي فقير أو سائل يطرق بابه، وبعد أن توظف أبناؤه 

لم يغلق ذاك المكان، وكان يقول: تسعة أعشار الرزق في التجارة؛ سأظل أجلس في المتجر ما دمتُ حيَّا، 

وعندما قال له أبناؤه يا أبانا العزيز، ما عدنا نحتاج لما تكسبه من عملك هذا عليك أن تستريح، فرؤية وجهك 

هي أكبر مكسب لنا كان يقول : لماذا أتوقف عن العمل ما دمتُ معافى، فإنما أعمل لأشكر نعمة الصحة، 

إنها من أعظم نعم الله على عباده.

- كانت قصته مشوقة يا جدّتي؛ رأيتُ ذلك الرجل المسنّ من قبل، لكنّه لم يلفت انتباهي قط، لو كنتُ أعلم لدققتُ النظر فيه، وإن مرّ بجوار منزلنا سلّمتُ عليه وقبلتُ يده!

- أحسنت يا بني؛ ستفعل إن شاء الله، لكنّي أريد أن أحدثك عن جانب آخر من صفاته الجيدة، أتريد أن تسمع؟

- وكيف لا؟ تفضلي يا جدتي!

- منذ طفولته يستيقظ كلّ صباح قبل طلوع الشمس؛ وبعد أن يؤدي صلاة الفجر يأخذ كتابًا بيده ويقرؤه إلى 

أن تشرق الشمس أعني أنه لم تكن تشرق الشمس عليه وهو نائم ألبتة؛ هناك حديث شریف متعلّق بذلك، 

لكنّي لا أتذكره بالضبط، اسمح لي، سألقي نظرة على كتاب في المكتبة..

- بالطبع يا جدتي ما اسمه؟ أنا أحضره لك.

- سأحضره بنفسي يا بني فعليّ أن أحمد الله على نعمة الصحة؛ إنها من أعظم نعم الله على عباده.

ثم أخرجت جدتي كتابًا من المكتبة، ووضعت نظارتها على عينيها، وظلّتْ تقلب الصحائف، ثم وجدت ضالتها؛ 

فنظرت إليّ مبتسمة، وقالت:  ها هو الحديث الشريف، إذا فهمت هذا الحديث فستفهم سر نشاط السيد 

نوري واستيقاظه قبل طلوع الشمس!

نظرت إليّ جدتي من فوق النظارة، وبدأت تقرأ الحديث الشريف كلمة كلمة : «اللهم بارك لأمتي في 

بكورها!»

- عذرا يا جدتي، هل يمكنك أن توضحى لي معنى كلمة «بارك» .

- أي: إن رسولنا الكريم كان يدعو قائلًا: «اللهم أعط البركة لمن يبكرون»،

حتى إنّ صخرًا الغامدي -راوي هذا الحديث كان يعمل بالتجارة - يقول : إنّه بعدما سمع هذا القول من 

النبي صلى الله عليه وسلم بدأ يطبق الحديث في حياته ويستيقظ مبكرًا كلّ صباح؛  وبعد مدة أصبح من 

الأثرياء؛ وهناك حديث شريف آخر يقول: «بَاكِرُوا فِي طَلَب الرِّزْقِ والحَوَائِجِ فَإِنَّ الغُدُوَّ بَرَكَةً وَنَجَاحٌ».

- فهمتُ الآن يا جدتي العزيزة، لو كنتُ أعلم هذا الحديث من قبل، لما نمت بعد صلاة الفجر قط.

وعقب هذا الحوار بيني وبين جدتي، استيقظتُ مبكرًا، وفتحتُ يدي مؤمنًا على أدعية قرأها والدي، أما أنا 

فقلتُ في دعائي: «اللهم بارك لأمة الإسلام كلّهـا فـي بكورها»؛ لأنني أصبحتُ أعرف معنى هذا الحديث 

بالفعل.

اقرأ ايضا

تعليقات