من مكارم الاخلاق وقصة الدرّاجة قصة تربوية للأطفال
ما زلنا مع قصص مكارم الاخلاق وقصة اليوم بعنوان الدرّاجة وهي قصة تربوية مكتوبة نتمنى أن تنال رضاكم.من مكارم الاخلاق وقصة الدرّاجة
غمرتني السعادة هذا الصباح حينما كانت والدتي تلبسني المئزر، ها هو ذا فصل الصيف يقترب والعطلة المدرسية أوشكت أن تبدأ.لقد أصبحتُ مجتهدًا وماهرًا جدًّا في القراءة والكتابة، وكنتُ أحلم بالأيام التي سأتنزه فيها بدراجة سيشتريها لي والدي، فوضعت قائمة بأسماء أصدقائي الذين سأسمح لهم بقيادة دراجتي، كنتُ أحمل في يدي قائمةً صغيرةً وأتفحصها كل يوم، إلا أن آمالي هذه لم تدم طويلا.
ذات مساء أتى والدي إلى المنزل في وقت متأخر، قابلته عند باب الحديقة، وكان شديدا وحادا للغاية، فدخل المنزل دون أن يصغي لما أقوله، نظرت بحيرة من ورائه، فكان فيما يبدو متضايقًا جدًّا.
تناول الطعام ثم سألته:
متى ستشتري لي الدراجة؟
فوبخني قائلا:
- أية دراجة؟ لا مال لي لشراء دراجة ولا أي شيء مکانه ثم نهض من وخرج، فخيم الصمت على المنزل.
كانت سعاد تجلس على الأريكة وتشاهدنا، لم أستطع فهم ما يحدث احتضنتني والدتي وقالت:
- اسمع يا بني، لقد ازداد دين والدك؛ لقد اشترى بضاعةً باهظة الثمن، ولم يستطع بيعها، فتكدس لديه ما اشتراه، ثم ضمتني بحنان وداعبت شعري قائلةً:
- وأختك سعاد ستبدأ الدراسة هذا العام أيضًا، فسيزيد مصروفنا، لذلك سنشتري لك دراجة العام القادم إن شاء الله اتفقنا يا ولدي العبقري؟
قلت: - ليتها لم تأتِ إذًا.
أخذت والدتي بوجهي بين كفيها الحانيتين وسألتني:
- ليت من.. لم تأتِ؟
أدرتُ رأسي نحو النافذة ببطء، ونظرتُ إلى سعاد التي تلمع عيناها تحت ضوء المصباح، وقلتُ:
- هي... لو لم تأت إلى منزلنا لاشترى لي والدي الدراجة.
نهضت سعاد من مكانها بحزن وتوجهت إلى غرفتها مباشرة، لقد حزنت والدتي جدا وقالت لي بغضب:
- ما هذا الكلام؟ إنّها أختك الكبرى تساعدنا في العمل.
قلت :
- وما علاقتي بهذا الأمر؟
ثم فارقتُ حضنها.
فتح والدي الباب، وقد بدا عليه الضيق، فقاطع حديثنا قائلًا:
- سأذهب إلى العم حسن.
وسارت والدتي معه نحو الباب وتهامسا، فلم أتمكن من سماع ما قالا، وكنتُ أعتقد أن هذه الفتاة جاءت بسوء الحظ وقلة البركة إلى منزلنا؛ لأنه لم يعد بإمكاننا أن نشتري الدراجة بعد اليوم.
أخرجتُ القائمة التي كتبتها من حقيبتي، فمزقتها بغيظ وألقيتُ بها، وفي طريقي إلى غرفتي رأيت سعاد فقلتُ لها:
- بسببك سأخذل أصدقائي، لقد قمتُ بإعداد القائمة فعلًا.
فهربت من جانبي دون أن تقول شيئًا، حتى إنها لم تنظر خلفها.
وفي اليوم التالي ذهب والدي إلى العمل مبكرًا، مكثتُ في المنزل وحدي حتى الظهر، وعند دخولي إلى غرفة النوم كانت هناك حقيبة صغيرة فوق المنضدة، فتحتُ الحقيبة، فإذا في داخلها رزمةٌ من النقود، فاندهشت، يبدو أنها نقود دراجتي.
عندما أخرجتُ الرزمة تبعثرت النقود فوق المنضدة، وتساقط بعض منها على الأرض، وبينما كنت أنحني لجمعها تبادرت إلى ذهني عدة أفكار..
طالما أن والدي لن يشتري لي الدراجة، ماذا لو أخذت شيئًا منها وذهبت إلى بائع المثلجات لأشتري بعضًا منها، وأتناولها، وكم سيكون جميلًا لـو دعوتُ أصدقائي أيضًا، بهذه الطريقة سیسامحونني بكل تأكيد.
أعدتُ النقود إلى الحقيبة بشكل مبعثر، ووضعتُ بعضًا منها في جيبي، وبينما كنتُ على وشك الخروج من المنزل عدتُ مرّة أخرى، اختلطت الأمور في ذهني بشكل كبير، ماذا لو عُرف أنني أخذتُ المال من الحقيبة، حاولت ترتيب رزمة النقود لكن دون فائدة، فمن الممكن أن يُكتشف أن أحدًا قد عبث بالنقود.
وبينما أفكر في هذا خطرت ببالي فكرة فأخذتُ عدة أوراق أخرى، وتوجهتُ إلى غرفة سعاد مباشرةً، فأخرجت حقيبتها من تحت السرير ووضعتُ النقود فيها، ثم أسرعت بالهروب إلى الشارع، لكن الخوف كان يطاردني أينما ذهبت.
تعليقات
إرسال تعليق