حكايات علمية حكاية الْمَرِّيخُ الكَوْكَبُ الْأحْمَرُ القصه مكتوبة بالتشكيل ومصورة و pdf
مع حكاية من حكايات علمية وحكاية اليوم عن الْمَرِّيخُ الكَوْكَبُ الْأحْمَرُ الحكاية مكتوبة بالتشكيل ومصورةو pdf سهلة التحميل من الموقع.
حكاية المريخ الكوكب الأحمر مكتوبة
مِنْ بَيْنِ كُلِّ الْكَوَاكِبِ فُتِنَ الْخَيَالُ الْبَشَرِيُّ بِكَوْكَبِ الْمَرِّيخِ، فَالظُّرُوفُ عَلَى سَطْحِ ذَلِكَ الْكَوْكَبِ تُقَارِبُ ظُرُوفَ
سَطْحِ الأَرْضِ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ كَوْكَبٍ آخَرَ ضِمْنَ الْمَنْظُومَةِ الشَّمْسِيَّةِ، وَهُوَ بِمَثَابَةِ صَحْرَاءَ بَارِدَةٍ، فَمُتَوَسِّطُ دَرَجَةِ
الْحَرَارَةِ عَلَيْهِ يَبْلُغُ 55 دَرَجَةً تَحْتَ الصِّفْرِ، كَمَا أَنَّ طُولَ الْيَوْمِ عَلَى الْمَرِّيخِ يُقَارِبُ مَثِيلَهُ عَلَى الْأَرَضِ، وَلَكِنَّ الْحَيَاةَ
عَلَى كَوْكَبِ الْمَرِّيخِ لَوْ قُدِّرَ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَعِيشَ فِيهِ سَوْفَ يَحْتَاجُ إِلَى الْأُكْسِجِين وَالْمَاءِ وَمَأْوًى آمِنٍ، وَإِلَى
مَصْدَرٍ جَيِّدٍ لِلطَّاقَةِ أَيْضًا.
لَقَدْ عُرِفَ كَوْكَبُ الْمَرِّيخِ عِنْدَ الرُّومَانِ قَدِيمًا كَإلَهٍ لِلْحَرْبِ، بِسَبَبِ لَوْنِهِ الْأحْمَرِ، كَمَا ظَلَّ كَوْكَبُ الْمَرِّيخِ مُسَيْطِرًا
عَلَى خَيَالِ الْإِنْسَانِ، وَمِنْ ثَمَّ فَقَدْ كَانَ مَوْضِعًا لِكَثِيرٍ مِنَ الْأَحْدَاثِ وَرِوَايَاتِ الْخَيَالِ الْعِلْمِيِّ.
فِي أَوَاخِرِ الْقَرْنِ التَّاسِعَ عَشرَ رَصَدَ الْعَالَمُ جِيُوفَانِی شَیابَاریلِي خُطُوطًا مُنْتَظِمَةً عَبْرَ سَطْحِ الْمَرِّيخِ، فَأَسْمَاهَا
بِالطُّرُقِ، لَكِنَّ الْعَالِمَ بِيرْسِيفَال لُويل أَوَضَحَ أَنَّهَا قَنَوَاتٌ مَائِيَّةٌ تَحُفُّ بِهَا عَلَى الضَّفَّتَيْنِ النَّبَاتَاتُ وَالزِّرَاعَاتُ، وَلَقَدِ
اكْتُشِفَ مِنْهَا أَرْبَعُمِائِة وَسَبْعٌ وَثَلَاثُونَ قَنَاةً تُغَطِّي سَطْحَ الْمَرِّيخِ فِي خُطُوطٍ مُتَقَاطِعَةٍ، وَظَنَّ كَثِيرٌ مِنَ
الْعُلَمَاءِ أَنَّ تِلْكَ الْقِنْوَاتِ شَيَّدَهَا قَوْمٌ مُتَحَضِّرُونَ يَسْعَوْنَ لِنَقْلِ الْمِيَاهِ إِلَيْهَا.
وَقَدِ اسْتَثَارَ مَوْضُوعُ الْقَنْوَاتِ اِهْتِمَامَ النَّاسِ وَشَغَفَهَمْ، حَيْثُ يَحْمِلُ دِلَالَةً عَلَى وُجُودِ حَضَاَرةٍ أُخْرَى مُتَطَوِّرَةٍ،
تِكْنُولُوجِيَا عَلَى كَوْكَبِ الْمَرِّيخِ، وَكَانَتْ إِمْكَانِيَّةُ رَصْدِ أَصْحَابِ هَذِهِ الْحَضَاَرةِ مَرْهُونَةً بِالْقُدْرَةِ التَّكْبيرِيَّةِ
الْمَحْدُودَةِ لِلْمُرَاقِبِ، التِّلِيسكُوبَاتِ الْمُسْتَعْمَلَةِ آنَذَاكَ مُنْذُ مِئَةِ عَامٍ. وَمِنْ ثَمَّ فَقَدِ اِدَّعَى بَعْضُ الرَّاصِدِينَ
رُؤْيَتَهُمْ، فِي حِينِ لَمْ يَسْتَطِعْ ذَلِكَ آخرون، إِلَّا أَنَّ الْاِقْتِنَاعَ كَانَ تَامًّا بِأَنَّ هَذِهِ الْقَنَوَاتِ مِنْ صُنُعِ كَائِنَاتٍ ذَكِيَّةٍ.
وَلَكِنْ بَقِيَ التَّسَاؤُلُ ذُو الْمَغْزَى.
صَحَارٍ مُمْتَدَّةٌ إِلَى مَا لَا نِهَايَةٍ
كَوْكَبُ الْمَرِّيخِ ضَئِيلُ الْحَجْمِ، لَا تَتَجَاوَزُ كُتْلَتُهُ 11% مِنْ كُتْلَةِ الْأَرَضِ، وَهُوَ كَذَلِكَ يَقِلُّ عَنْهَا فِى الْكَثَافَةِ كَثِيرًا.
وَمِنْ هُنَا فَهُوَ بِمَثَابَةِ الْقَرِيبِ الْفَقِيرِ لكَوْكَبَي الْأَرَضِ وَالزُّهْرَةِ. عَلَى كُلِّ حَالٍ فَإِنَّهُ يُعَوِّضُ ضَالَّتَهَ بِاحْتِوَائِهِ عَلَى
أَعْظَمِ تَنَوُّعٍ لِلتَّضَارِيسِ فِي الْمَجْمُوعَةِ الشَّمْسِيَّةِ.
فَأَضْخَمُ الْجِبَالِ عَلَى سَطْحِ الْأَرَضِ تَبْدُو صَغِيرَةً جِدًّا إِذَا مَا قُورِنَتْ بِجِبَالِ كَوْكَبِ الْمَرِّيخِ. فِي حِينِ أَنَّ أَعْظَمَ
وِدْيَانِ الْمَرِّيخِ يَصِلُ طُولُهُ إِلَى ٤۰۰۰ كِيلُومِترٍ.
وَيُوجِدُ عَلَى سَطْحِ كَوْكَبِ الْمَرِّيخِ أَنَوَاعٌ مِنَ الزَّوَابِعِ التُّرَابِيَّةِ الَّتِى قَدْ تَدُومُ لِشُهُورٍ كَامِلَةٍ بِسَبَبِ دِقَّةِ حَجْمِ
غُبَارِهَا، الَّذِي لَا يَتَعَدَّى بِضْعَةَ ميكْرُونَات، وَاِنْخِفَاضِ جَاذِبِيَّةِ الْمَرِّيخِ.
وَهَذِهِ الزَّوَابِعُ التُّرَابِيَّةُ هِي الـمَسْؤُولَةُ عَنِ التَّغَيُّرَاتِ الَّتِي تَظْهَرُ عَلَى سَطْحِ الْمَرِّيخِ، وَالَّتِي يُلَاحِظُهَا الْعُلَمَاءُ مِنْ
خِلَالِ الْمُرَاقِبِ.
لَقَدْ جَذَبَ الْمَرِّيخُ اِنْتِبَاهَ الْعُلَمَاءِ بِاِعْتِبَارِهِ الْمَكَانَ الْمُتَاحَ لِإقَامَةِ حَيَاةٍ عَلَى سَطْحِهِ فِي الْمَجْمُوعَةِ الشَّمْسِيَّةِ،
وَلَقَدْ أُرْسِلَتْ مَرْكَبَتَانِ إِلَى كَوْكَبِ الْمَرِّيخِ لِبَحْثِ هَذَا الْأَمْرِ عَامَي 1975، 1976م.
إِنَّ الْمَرْكَبَتَيْنِ الْلَتَيْنِ حَطَّتَا عَلَيْهِ وَجَدَتَا سَطْحًا مُتَمَاثِلًا مِنَ الْجَلَاَمِيدِ الْوَعِرَةِ النَّاتِجَةِ مِنَ الْحُمَمِ الْبَازَلْتِيَّةِ وَالْبَرَاكِينِ
ذَاتِ هَيْئَةٍ تُشَابِهُ قُبَّةَ حُمَمِ هَاوَاي عَلَى الْأَرَضِ.
كَوكَبٌ مُقَسَّمٌ
إِنَّ هُنَاكَ تَفَاوُتًا جَوْهَريًا مَا بَيْنَ نِصْفَي الْكَوْكَبِ الشَّمَالِيِّ وَالْجَنُوبِيِّ، فَالْقِشْرَةُ الْيَابِسَةُ فِي النِّصْفِ الشَّمَالِيِّ
وَالَّتِي تَرْقُدُ تَحْتَ سَمَاءٍ أُرْجُوَانِيَّةٍ تَكْتَسِبُ لَوْنَهَا مِنَ الْغُبَارِ الْأحْمَرِ، تَتَكَوَّنُ أسَاسًا مِنْ سُهُولٍ مُتَشَابِهَةٍ مُمْتَدَّةٍ
مِنَ الْحُمَمِ.
أَمَّا الْقِشْرَةُ الْيَابِسَةُ فِي الْجَنُوبِ فَتَقَعُ عَلَى مَنْسُوبٍ أَعَلَى مِنِ اِرْتِفَاعِ السُّهُولِ الْبَازِلْتِيَّةِ الْمُنْحَدَرَةِ نَحْوَ الشَّمَالِ
بِمِقْدَارٍ يَتَرَاوَحُ مَا بَيْنَ الْكِيلُومِترٍ وَالثَّلَاثَةِ كِيلُومِترَاتٍ.
وَقِشْرَةُ السَّطْحِ الْيَابِسَةِ فِي الْجَنُوبِ أَكْبَرُ عُمُرًا، وَتُعَمِّرُ بِالْفُوهَاتِ الْبُرْكَانِيَّةِ، وَهِي مِيرَاثٌ مِنْ حِقْبَةٍ زَمَنِيَّةٍ
مُبَكِّرَةٍ، تَعَرَّضَتْ فِيهَا لِوَابِلٍ مِنَ الْقَذَائِفِ عَبْرَ عُمُرٍ يَمْتَدُّ لِأَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعَةِ بلَايَيْنِ عَامٍ، وَهُوَ نَفْسُ وَابِلِ الْقَذَائِفِ
الَّذِى خَلَّفَ الْفُوَّهَاتِ الْعَدِيدَةَ بِكُلٍّ مِنَ الْقَمَرِ وَعُطَارِدٍ.
لَقَدْ كَانَ الْفَرْقُ مَا بَيْنَ طَبِيعَةِ نِصْفِ الْمَرِّيخِ الشَّمَالِيِّ وَالْجَنُوبِيِّ مَحَلًّا لِجِدَالٍ طَوِيلٍ، وَالرَّاجِحُ أَنَّهَا تَكَوَّنَتْ نَتِيجَةَ
اِرْتِطَامٍ مُبَكِّرٍ عَنِيفٍ، حَفَرَ فُوَّهَةً تُغَطِّي خُمُسَي سَطْحِ الْكَوْكَبِ.
وَيُنَادِي بَاحِثُونَ آخَرُونَ بِإِرْجَاعِ الْأَمْرِ إِلَى اِصْطِدَامَاتٍ يَسِيرَةٍ وَإِنْ كَانَتْ مُتَعَدِّدَةً، وَيَرَوْنَ فِي تَكْوِيَنِ سُهُولِ
الشَّمَالِ بَعْضَ الدَّلِيلِ لِذَلِكَ. وَتُوجَدُ مِثْلُ هَذِهِ الْأَنْوَاعِ مِنَ الْاِخْتِلَاَفَاتِ فِي مَوَاضِعَ أُخْرَى مِنَ الْمَنْظُومَةِ
الشَّمْسِيَّةِ.
قِشْرَةُ خَارِجِيَّةٌ يَابِسَةٌ مِنَ الْحُمَمِ:
بِالرَّغْمِ مَنْ أَنَّ كِلْتَا الْمَرْكَبَتَيْنِ فَايْكِنْج قَدِ اِسْتَقَرَّتْ فِي نِصْفِ كُرَةِ الْمَرِّيخِ الشَّمَالِيَّةِ، فَإِنَّ الْغُبَارَ الدَّقيقَ الَّذِي
تَقُومَانِ بِتَحْلِيلِهِ يَجِيءُ مِنْ كُلِّ أَنْحَاءِ الْكَوْكَبِ، تَحْمِلُهُ الزَّوَابِعُ التُّرَابِيَّةُ.
وَبِالتَّالِي فَهَذَا الْغُبَّارُ عَيِّنَةٌ مُمَثِّلَةٌ لِمُتَوَسِّطِ تَرْكِيبِ سَطْحِ الْمَرِّيخ، وَلَا تَنِمُّ تَحْلِيلَاتُ التُّرْبَةِ عَنْ أَيِّ تَشَابُهٍ بَيْنَ
مُكَوِّنَاتِ الْمَرِّيخِ وَقَارَّاتِنَا عَلَى الْأَرَضِ.
وَلَقَدْ عُثِرَ عَلَى صَخْرَةٍ أَثَارَتِ الْكَثِيرَ مِنَ الْاِهْتِمَامِ وَالْفُضُولِ، حَيْثُ كَانَتْ غَنِيَّةً بِالسِّيلِيكَا فِي تَرْكِيبِهَا، فَهِي
اِحْتَوَتْ عَلَى 57 % مِنَ السِّلِيكَا، كَمَا اِحْتَوَتْ عَلَى الْحَدِيدِ بِنِسَبٍ تَفُوق مَا بِالصُّخُورِ الْبُرْكَانِيَّةِ عَلَى سَطْحِ الْأَرَضِ.
كَمَا اِكْتَشَفَ الْعُلَمَاءُ أَنَّ مُعْظَمَ قِشْرَةِ الْمَرِّيخِ الْيَابِسَةِ مُكَوَّنَةٌ مِنَ الْحُمَمِ الْبَازِلْتِيَّةِ، مِثْلُهَا مِثْلُ قِيعَانِ
الْمُحِيطَاتِ بِكَوْكَبِ الْأَرَضِ.
فِي الْوَقْتِ الَّذِي اِكْتَشَفَ فِيهِ الْعُلَمَاءُ أَنَّ لِكَوْكَبِ الْمَرِّيخِ غِلَاَفًا جَوِّيًّا رَقِيقًا.
مِنْ بَيْنِ الْمَلَاَمِحِ الْغَرِيبَةِ الَّتِي تُمَيِّزُ الْمَرِّيخَ ذَلِكَ الْبُرُوزُ الضَّخْمُ الْمُسَمَّى فِي أحَدِ جَوَانِبِهِ، وَهَذَا الْبُرُوزُ الضَّخْمُ
يَصِلُ اِرْتِفَاعُهُ إِلَى عَشَرَةِ كِيلُومِترَاتٍ عِنْدَ الْمَرْكَزِ، وَعَرْضُهُ إِلَى ثَمَانِيَةِ آلَاَفِ كِيلُومِترَاتٍ، وَيُغَطِّي نَحْوَ رُبعِ سَطْحِ
الْمَرِّيخِ. وَتُقِّعَ أكَبَرِّ الْبَرَاكِينِ عَلَى قِمَّتِهِ.
وَرَجَّحَ الْعُلَمَاءُ أَنَّ هَذَا الْبُروزَ الضَّخْمَ سَببٌ فِي عَدَمِ اِتِّزَانِ كَوْكَبِ الْمَرِّيخِ، فَجَعَلَ مِحْوَرَ دَوَرَانِ الْكَوْكَبِ مُتَمَايِلًا
مَا بَيْنَ الزَّاويتَينِ صِفْرِ: ٦٠ دَرَجَةً كُلَّ بِضْعَةِ مَلَاَيِينَ مِنَ السِّنِيْنَ. وَهَذَا أَدَّى إِلَى خَلَلٍ فِي تُعَاقِبِ الْفُصُولِ
الْمُنَاخِيَّةِ عَلَى الْمَرِّيخِ، أَمَّا فِي الْوَقْتِ الْحَالِيِّ فَيَصِلُ مَيْلُ مِحْوَرِ دَوَرَانِ الْكَوْكَبِ إِلَى نَحْوِ ٢٥ دَرَجَةً، وَهُوَ يَتَشَابَهُ
بمِقْدَارِ مَيْلِ مِحْوَرِ دَوَرَانِ الْأَرَضِ.
وَفِي بَعْضِ المَنَاطِقِ عَلَى كَوْكَبِ الْمَرِّيخِ وُجِدَتْ فِي قِشْرَةِ الْكَوْكَبِ الْيَابِسَةِ بَعْضُ الْوِدْيَانِ الَّتِي تُشْبِهُ إِلَى حَدٍّ
مَا أَوْدِيةَ الْأَنْهَارِ عَلَى سَطْحِ الْأَرَضِ، فَهَلْ يَا ترَى هَطَلَتِ الْأَمْطَارُ عَلَى الْمَرِّيخِ فِي العُصُورِ الْقَدِيمَةِ؟
وَقَدْ أَثَارَتْ هَذِهِ الْقَضِيَّةُ اِهْتِمَامًا وَفُضُولًا، مَا الَّذِي شَقَّ تِلْكَ الْأَوْدِيةَ؟ هُنَاكَ اِتِّفَاقٌ عَامٌ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ عَلَى
أَنَّهَا وِدْيَانُ أَنْهَارٍ كانت مجاري لِحُمَمٍ بُرْكَانِيَّةٍ، اِحْتُبِسَ الْمَاءُ فِي قِشْرَتِهَا الْيَابِسَةِ، وَعِنْدَمَا تَسَرَّبَ الْمَاءُ لِلْخَارِجِ
فَإِنَّهُ شَقَّ الْأَوْدِيةَ، وَهَذِهِ الظَّاهِرَةُ تَكْثُرُ فِي أَرَضِ النِّصْفِ الْجَنُوبِيِّ مِنْ سَطْحِ الْمَرِّيخِ.
الْفَيَضَانَاتُ الْكَارِثِيَّةُ:
وَالْمُلَاحَظُ أَنَّ فَيَضَانَ الْمَاءِ عَبْرَ سَطْحِ الْمَرِّيخِ كَانَ غَزِيرًا بِحَيْثُ يَبْدُو فَيَضَانُ نَهْرٍ المِيسِيسِبي بِالْقِيَاسِ إِلَيْهِ مُجَرَّدَ
جَدْوَلٍ ضَئِيلٍ.
كَمَا اِكْتَشَفَ الْعُلَمَاءُ عَلَى سَطْحِ الْمَرِّيخِ وَجُودَ مجارٍ ضَخْمَةٍ تَمَّ رَصْدُهَا بِالصُّورِ مِنْ مَرْكَبَاتٍ فَضَائِيَّةٍ تَمْتَدُّ
لِمِئَاتِ الْكِيلُومِترَاتِ، وَلِجُدْرَانِهَا شَكْلٌ اِنْسِيَابِيٌ. وَفِي أوَاسِطِ المجَارِي هُنَاكَ مَنَاطِقُ تُشْبِهُ الْجُزُرَ وَأَكَّدَ الْعُلَمَاءُ
أَنَّ هَذِهِ المجَارِي شُقَّتْ عَنْ طَرِيقِ فَيَضَانَاتٍ هَائِلَةٍ.
وَرَجَّحَ الْعُلَمَاءُ أَنَّ تِلْكَ المجَارِيَ الضَّخْمَةَ نَتَجَتْ عَنِ الْحَرَارَةِ الْبُرْكَانِيَّةِ أَوِ ارْتِطَامَاتِ النَّيَازِكِ، صُهِرَتْ بِصُورَةٍ فُجَائِيِّةٍ
كَثِيرًا مِنَ الثَّلْجِ الجَوْفِي. فَانْدَفَعَ الْمَاءُ فِي هَيْئَةِ فَيَضَانٍ جَارِفٍ يَتَجَاوَزُ فِي حَجْمِهِ بِعِدَّةِ مَرَّاتٍ نَهْرَ الأَمَازُون عَلَى كَوْكَبِ الْأَرَضِ.
نَاجٍ بَقِيَ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ
إِنَّ الْمِرِّيخَ هُوَ النَّاجِي الَّذِي بَقِيَ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ، فَفِي مَرْحَلَةِ تَشَكُّلِهِ، كَانَ بِمَثَابَةِ شَخْصٍ فَقِيرٍ يَنْحَدِرُ إِلَى
حَالَةٍ أَكْثَرَ فَقْرًا بِالْقِيَاسِ لِجِيرَانِهِ الْمُحِيطَيْنَ بِهِ. لَقَدْ أُعِيقَ الْمَرِّيخُ عَنِ اِسْتِمْرَارِ نُمُوِّهِ وَاضْطَرَّ إِلَى الْاِسْتِفَادَةِ مِنْ
كُلِّ مَا تَيَسَّرَ لَهُ مِنْ فُتَاتٍ خَلَّفَهُ الْمُشْتَرِي.
إِنَّ كَوْكَبَ الْمَرِّيخِ قَدْ نَجَا مِنَ التَّفَتُّتِ وَاِنْتَهَى بِهِ الْأَمْرُ إِلَى أَنْ حَظِي بِكُتْلَةٍ لَا تَزِيِدُ إِلَّا قَلِيلًا عَنْ عُشْرِ كُتْلَةِ الْأَرَضِ.