قصة الزُّهُورُ وَالعَسَل قصة للاطفال مكتوبة بالتشكيل ومصورة و pdf
القصة مكتوبة
حَلَّ فَصْلُ الرَّبِيعِ؛ فَأَخَذَتْ العَصَافِيرُ تُغَرِّدُ عَلَى أَغْصَانِ الأَشْجَارِ، وَتُغَنِّي أَلْحَانًا رَائِعَةً، وَامْتَلأَتْ الغَابَةُ بِالأَزْهَارِ
الجَمِيلَةِ وَالفَرَاشَاتِ المُلَوَّنَةِ.
خَرَجَتْ جَمِيعُ الحَيَوَانَاتِ مِنْ بُيُوتِهَا بَعْدَ نَوْمٍ طَوِيلٍ، وَاسْتَمْتَعَتْ بِدِفْءِ الشَّمْسِ مِنْ جَدِيدٍ. كَانَتْ الأَزْهَارُ المُلَوَّنَةُ
تَمْلأُ الغَابَةَ بِأَلْوَانٍ كَثِيرَةٍ زَاهِيَةٍ، تَمْلأُ النَّفْسَ حُبًّا لَهَا.
وَكَانَتْ النَّحْلاتُ تَخْرُجُ كُلَّ يَوْمٍ مُنْذُ الصَّبَاحِ البَاكِرِ؛ لِتَجْمَعَ الرَّحِيقَ مِنَ الأَزْهَارِ، فَتَصْنَعُ مِنْهُ عَسَلًا لَذِيذًا. وَفِي
وَكَانَتْ النَّحْلاتُ تَخْرُجُ كُلَّ يَوْمٍ مُنْذُ الصَّبَاحِ البَاكِرِ؛ لِتَجْمَعَ الرَّحِيقَ مِنَ الأَزْهَارِ، فَتَصْنَعُ مِنْهُ عَسَلًا لَذِيذًا. وَفِي
الغَابَةِ، كَانَتْ جَمِيعُ الحَيَوَانَاتِ تُحِبُّ العَسَلَ، وَتَصْطَفُّ صَبَاحَ كُلِّ يَوْمٍ أَمَامَ خَلِيَّةِ النَّحْلِ؛ لِتَأْخُذَ العَسَلِ.
وَفِي صَبَاحِ أَحَدِ الأَيَّامِ، حَضَرَتْ الحَيَوَانَاتُ كَعَادَتِهَا لِتَأْخُذَ العَسَلَ، وَلَكِنَّهَا حَزِنَتْ كَثِيرًا؛ لِأَنَّهَا لَمْ تَجِدْ عَسَلًا،
فَتَسَاءَلَتْ: لِمَاذَا لا يُوجَدُ عَسَلٌ؟!
تَقَدَّمَتْ نَحْلَةٌ نَشِيطَةٌ مِنَ الحَيَوَانَاتِ، وَأَخْبَرَتْهَا أَنَّ اخْتِفَاءَ الأَزْهَارِ مِنَ الغَابَةِ هُوَ سَبَبُ عَدَمِ وُجُودِ العَسَلِ؛ لِأَنَّ
النَّحْلَ يَحْتَاجُ إِلَى الأَزْهَارِ فِي صُنْعِ العَسَلِ، وَاتَّفَقَتْ الحَيَوَانَاتُ فِيمَا بَيْنَهَا عَلَى مَعْرِفَةِ سِرِّ اخْتِفَاءِ الأَزْهَارِ، وَقَرَّرَتْ
أَنْ يَكُونَ الكَلْبُ حَارِسًا عَلَى الأَزْهَارِ.
وَفِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ، رَأَى الكَلْبُ أَرْنَبًا يَقْطِفُ زَهْرَةً جَمِيلَةً؛ فَلَحِقَهُ وَسَأَلَهُ عَنْ سَبَبِ قَطْفِهِ الزَّهْرَةَ، فَضَحِكَ
وَفِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ، رَأَى الكَلْبُ أَرْنَبًا يَقْطِفُ زَهْرَةً جَمِيلَةً؛ فَلَحِقَهُ وَسَأَلَهُ عَنْ سَبَبِ قَطْفِهِ الزَّهْرَةَ، فَضَحِكَ
الأَرْنَبُ وَقَالَ: إِنَّهَا زَهْرَةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَنْ تَضُرَّ شَيْئًا؛ فَأَزْهَارُ الغَابَةِ كَثِيرَةٌ جِدًّا.
وَفِي اليَوْمِ التَّالِي، رَأَى الكَلْبُ ثَعْلَبًا يَقْطِفُ زَهْرَةً، وَيَأَخُذُهَا إِلَى بَيْتِهِ؛ فَسَأَلَهُ الكَلْبُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَجَابَ: إِنَّهَا زَهْرَةٌ
وَفِي اليَوْمِ التَّالِي، رَأَى الكَلْبُ ثَعْلَبًا يَقْطِفُ زَهْرَةً، وَيَأَخُذُهَا إِلَى بَيْتِهِ؛ فَسَأَلَهُ الكَلْبُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَجَابَ: إِنَّهَا زَهْرَةٌ
وَاحِدَةٌ، وَلَنْ تَضُرَّ شَيْئًا.
وَفِي يَوْمٍ ثَالِثٍ، جَاءَ غَزَالٌ، وَقَطَفَ زَهْرَةً، فَتَبِعَهُ الكَلْبُ، وَسَأَلَهُ عَنْ سَبَبِ ذَلِكَ، فَقَالَ الغَزَالُ: إِنَّهَا زَهْرَةٌ وَاحِدَةٌ،
وَفِي يَوْمٍ ثَالِثٍ، جَاءَ غَزَالٌ، وَقَطَفَ زَهْرَةً، فَتَبِعَهُ الكَلْبُ، وَسَأَلَهُ عَنْ سَبَبِ ذَلِكَ، فَقَالَ الغَزَالُ: إِنَّهَا زَهْرَةٌ وَاحِدَةٌ،
وَلَنْ تَضُرَّ شَيْئًا.
عَرَفَ الكَلْبُ سِرَّ اخْتِفَاءِ الأَزْهَارِ مِنَ الغَابَةِ؛ فَجَرَى مُسْرِعًا إِلَى مَلِكِ الغَابَةِ، وَقَالَ لَهُ: مُعْظَمُ الحَيَوَانَاتِ تَقْطِفُ
عَرَفَ الكَلْبُ سِرَّ اخْتِفَاءِ الأَزْهَارِ مِنَ الغَابَةِ؛ فَجَرَى مُسْرِعًا إِلَى مَلِكِ الغَابَةِ، وَقَالَ لَهُ: مُعْظَمُ الحَيَوَانَاتِ تَقْطِفُ
الأَزْهَارَ، وَيَظُنُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا أَنَّ زَهْرَةً وَاحِدَةً لَنْ تَضُرَّ شَيْئًا، حَتَّى لَمْ يَعُدْ فِي الغَابَةِ أَزْهَارٌ.
غَضِبَ مَلِكُ الغَابَةِ كَثِيرًا، وَدَعَا جَمِيعَ الحَيَوَانَاتِ إِلَى اجْتِمَاعٍ طَارِئٍ، وَأَعْلَنَ أَمَامَ الجَمِيعِ قَرَارَهُ بِمَنْعِ قَطْفِ
غَضِبَ مَلِكُ الغَابَةِ كَثِيرًا، وَدَعَا جَمِيعَ الحَيَوَانَاتِ إِلَى اجْتِمَاعٍ طَارِئٍ، وَأَعْلَنَ أَمَامَ الجَمِيعِ قَرَارَهُ بِمَنْعِ قَطْفِ
الأَزْهَارِ مِنَ الغَابَةِ، وَفَرْضِ عُقُوبَةٍ عَلَى كُلِّ مَنْ يَقْطِفُ زَهْرَةً بِحِرْمَانِهِ مِنَ العَسَلِ مُدَّةَ أُسْبُوعٍ.
نَفَّذَتْ الحَيَوَانَاتُ قَرَارَ مَلِكِ الغَابَةِ، وَامْتَنَعَتْ عَنْ قَطْفِ الأَزْهَارِ. وَبَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ الزَّمَنِ، عَادَتْ الأَزْهَارُ تَمْلأُ الغَابَةَ
نَفَّذَتْ الحَيَوَانَاتُ قَرَارَ مَلِكِ الغَابَةِ، وَامْتَنَعَتْ عَنْ قَطْفِ الأَزْهَارِ. وَبَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ الزَّمَنِ، عَادَتْ الأَزْهَارُ تَمْلأُ الغَابَةَ
مِنْ جَدِيدٍ، وَعَادَتْ النَّحْلاتُ تَصْنَعُ العَسَلَ اللَّذِيذَ؛ لِتُوَزِّعَهُ عَلَى سُكَّانِ الغَابَةِ السَّعِيدَةِ.