قصص اطفال جديدة وجميلة سوسن والمقص أقصوصة تربوية
العبرة من الأقصوصة
لا تتدخل في شؤون الناس ، هذه نصيحة طالما كررها أبوك أو أمك على مسمعيك فوالداك يريداك أن تحترم
ملكية الغير ، بما في ذلك حقيبة ماما اليدوية ، وأدوات بابا ، وزهور الجار . وإذا اتفق لك أن الحقت ضررا
بممتلكات الغير فإن أولى ما يتعين عليك فعله ، هو تعويض الضرر أو تقديم البدل ، وهذا ما يحمّل مسبب
الضرر مشقة كبيرة ، كما سيتبين من أقصوصة الفتاة الصغيرة التي تعلمت كم هي صعبة أذيه الناس إليكم
القصة.
قصة سوسن والمقص
قال المعلم لتلاميذ صفه : أريدكم عندما تأتون غدا صباحا الي المدرسة ان يحمل كل منكم معه مقصا.
وسأل عدة أولاد في وقت واحد: مقص؟ لماذا؟ فردد المعلّم : لا تقلقوا ، ستكتشفون السر غدا ، فقط أتوا
بالمقصات ، ولا ينس كل منكم أن يربط بمقصه بطاقة تحمل اسمه حتى لا يضيعه.
في الصباح التالي عاد التلاميذ جميعهم الى الصف وكل يحمل مقصه بين أصابعه ويقص به الهواء بضربات
سريعة تمازجت أصواتها مع الضجيج الذي أحدثه التلاميذ وهم يجلسون فوق مقاعدهم!
سوسن ما نعمت قط من قبل بمقص يخصها من دون سواها، صحيح أنها استخدمت المقص عدة مرات ،
ولكن ذلك حدث تحت إشراف والدتها .
وها هي الآن تحمل مقصا لها وحدها ، ولا من يقول لها انتبهي الآن أو لا تبالغي في القص، وسيكون في
وسعها خلال الساعات الثلاث المقبلة أن تقص أي شيء تريد وكيفما تريد .
ولكن ماذا هناك لتقصه سوسن؟ فتحت جارور منضدتها تبحث عن شيء ، فوجدت في إحدى زواياها
قصاصة ورق ، وانتهزت انشغال المعلم عنها فقطعتها أشكالا وأحجاما شتى ، وأخفت القطع عن العيون ،
ثم وقعت على صفيحة من الورق المقوى (الكرتون) فأعملت فيها قصا وتقطيعا قبل أن تنقل نشاطها
الهدام الى غلاف أحد الكتب .
تعبت سوسن من قص الورق فراحت تنظر حولها لعلها تحد شيئا أكثر إثارة .
ووقع بصرها على ضفيرتين تتراقصان أمامها فلم تستطع مقاومة إغرائهما إياها ، فمالت نحوهما
بمقصها ، لكن المعلم شاهدها قبل فوات الأوان .
سوس.. ماذا أنت فاعلة؟
لا شيء ، يا أستاذ .
إذا ، استعدي لدرس القراءة .
أجل ، يا أستاذه .
هدأت سوسن لدقائق معدودة ، ولكن سرعان ما استحكمتها أصابعها للقبض مجددا على المقص لتعالج
به شيئا ما . . . أي شيء .
بعد قليل اسـتـدار المعلم نحو اللوح الأسود ليكتب ، فالتقطت سوسن المقص من جديد ، وإذ مالت إلى
الأمام بخفة وحذر شديدين حتى لا تُرى أخذت تقص وتقص !
ثم تقص وتقص بسرعة البرق .
لا ، لم تكن ضـفيرتا البنت الجـالـسـة أمامها ما قصتهما بل قطعة من ثوبها ، وأي قطعة! إستوت سوسن
على مقعدها طافـحـة بشـعـور الانتصار ، ولكن ليس إلى وقت طويل . فالضحية الصغيرة ، وقد أحست بوخز
مؤلم ، رفعت يدها طالبة الكلام :
سيدي المعلم ، هناك من يخزني .
يخزك؟ أين؟
في ظهري .
قالت هذا ولوت مرفقها وساعدها مشيرة الى الوراء، وإذ بها تصرخ فجأة : ثمة ثقب كبير في مؤخر
فستاني!
يا إلهي ، ما عساها تقول والدتي؟ إنه ثوبي الوحيد الذي أرتديه في المدرسة! عمت القهقهة الصف برمته
فيما المعلم يسير الهوينا في الممشى الضيق بين المقاعد ليتأكد مما جرى .
ثم ران صمت من رصاص وقد توهج وجه سوسن بحمرة الخجل المتغلغلة حتى جذور شعرها .
سوسن ، هل مزقته بمقصك ، أليس كذلك؟
بلي ، سيدي .
أمكثي مكانك وقت النزهة ، فلي كلام أقوله لك .
قبعت سوسن في مكانها تصغي الى المعلم يحدثهـا بـجـدية بالغـة عن الخطأ الذي اقترفته قبل أن يصرفها
إلى منزلها محملا إياها ملاحظة خطية إلى والدتها، وقد شرح فيها الوقائع وشدد على فقر البنت الضحية ،
وعلى افتقارها الى ثوب آخر ترتديه .
بدا الانزعاج واضحا على محيا الأم ، وهي تقرأ كلمة المعلم ، ثم التفت إلى ابنتها وقالت :
يا لخجلي منك ، يا سوسن .
التعويض
على أنه لا بد من إحقاق الحق ، ولذا يتعين عليك في هذه اللحظة بالذات ، أن تذهبي الى خزانة ثيابك وتنتقي
منهـا فستانا تأخذينه الى تلك الفتاة المسكينة .
أطاعت سوسن وراحت تفتش بين ثيابها عن فستان لا ترتاح إلى ارتدائه .
ولكن عندما جربته البنت الصغيرة لم يناسب مقاسها.
فأمرت أم سوسن ابنتها أن تعطيها فستانا آخر ، فامتثلت سوسن ، ولكن الفستان الثاني لم ينطبق بدوره
على مقاس البنت ، وأعادت الكرة مثنى وثلاث ورباع فـبـاءت كل محاولاتها بالفشل .
حينئذ قالت الأم : لم يبق أمامك إلا أن تقدمي إليها فستانك الجديد لأن مقاسه أكبر من مقاس فساتينك
القديمة .
لفت الحبيبة سوسن وهي تبحث في خزانة ثيابها عن فستان قديم لا يروق لها.
هتفت سوسن: فستاني الجديد ؟ تعنين فستاني الأحمر المخرم ، المحبب إلى نفسي؟
نعم .
رحماك ! لن يكون في وسعي أن أعطيها إياه .
ولكن يفرض الواجب عليك التعويض .
التّع . . . ماذا؟
التعويض عما سببته من ضرر بإحقاقك نهج الصواب بدل الخطأ.
فلقد أتلفت فستان البنت الفقيرة ، ولذا عليك الآن أن تعطيها بديلاً منه ، هكذا تقتضي العدالة ، أليس
كذلك؟
وجدت سوسن نفسها تطلق صرخة لم تستطع حجج والدتها كبتها : رحماك ! لا أستطيع أن أعطيها ثوبي
الأحمر العزيز علي !
لكنها فعلت نزولا عند إلحاح والدتها .
وكان على المسكينة سوسن أن تجلس أسابيع عديدة في مكانها المعهود في الصف ، وأمام عينيها
فستانها الأحمر المفضل ترتديه ، يوما بعد يوم ، فتاة أخرى غيرها! آه ، ما أصعب هذا الوضع وما أقساه
على قلبها!
ومع ذلك ، فرب ضارة نافعة ، لأن سوسن تعلمت من هذا الاختبار الصعب أن تحترم ملكية الغير .
بل أكثر من ذلك ، طلعت بعبرة مؤداها أن ما تقوم به من عمل غير سديد عليها أن تقوم اعوجاجه.
وهكذا عرفت سوسن المعنى العملي العميق لكلمة التعويض .
استثمار الأقصوصة
يمكنك أن تخوض مغامرة ناجحة مع الأقصوصة بمجرد قراءتها على مسامع ولدك ، وما أنماط النشاط
الواردة أدناه إلا إضافات اختيارية الى مغامرتك .
قم بنشاط بعد إكمال قراءة الأقصوصة أو أرجئه الى وقت لاحق .
ومستويات الادراك عند الولد هي التي توجه خيارك ، ولكن عليك دائما أن تنتقي النشاط الذي يستسيغه
ولدك .
مناقشة الأقصوصة
يحلو للأولاد استعمال المقص ، لكنهم قد يحدثون به أحيانا ضررا، على أن بعض الأسر تقتني مقصات
لأعمال معينة ، كمقصات الشعر أو الخياطة .
فهل تعرف مقصات مخصصة لاستعمالات أخرى؟
يجب أن يكون حـدا المقص قاطعين بما يكفي لجعل قص الورق خبرة سهلة لا تولد الإحباط ولكن غير
قاطعين كفاية لقص القماش بسهولة.
وقد ترغب في كتابة قواعد استعمال المقص لتعليـقـهـا في مكان بارز من منزلك ، فيمكنك حينئذ أن
تنطلق بدءا من القواعد الآتية:
1. تحاش وضع المقص على الأرض .
2. ضع المقص في مكانه المألوف بعد استعماله.
3. استخدم لكل عمل معين المقص المخصص له .
حواش مسلية
المقص هو أداة بسيطة ، والمقصات الحسنة الصنع طورت في نهاية القرن الثالث عشر.
وفي الواقع ، بتألف المقص من سكينين حادين يعملان سوية كعتلة (مخل) مزدوجة .
عندما تعتلي نوّاسة (أرجوحة) فإنما أنت تعتلي عتلة ، فالوتد الذي يسند لوح النواسة في منتصفه هو نقطة
ارتكاز العتلة ، وكذلك المسمار الذي يجمع شقي المقص سوية هو نقطة ارتكاز المقص ، وهكذا يشبه
المقص نوّاستين تعملان في آن واحد .
أنشطة مسلية (لصف الروضة)
التناظر (تقابل جسم مع خياله في المرآة)
إثن قصاصات ورق مجموعة معا وقص فيها أشكالا بسيطة مثل الماسات أو القلوب أو البيض. وعندما
تفتح الورق المثني يتأكد لك أن الشكل الذي قصصته يتماثل من جهتي القصة ، أي أن الشكل إلى يمين
الثنية هو نظير لذاك الذي هو إلى يسارها ، وهذا ما يدعى التناظر.
استخدم قصاصات ورق لرسم صورة.. هل يمكنك أن تتخيل كيف عليك أن تقص شكلا يمثل حصانا أو شجرة
او شخصا أو زهرة يتحلى كل منها بالتناظر ؟
ناس من ورق (للصفوف الابتدائية الأولى)
يمكنك بسهولة أن تشكل بمقصك صفا من الجنود أو من البنات المتماسكات الأيدي أو من صبيان يحملون
أدلاء (جمع دلو) .
حضّر قطعة من الورق عرضها 4 بوصات وطولها ١٢ بوصة.
قس في أعلاها شريطا عرضه 2 بوصة وآطوه تباعا إلى الأمام والوراء حتى تصبح الورقة كلها شريطا واحدا
مطويا كالأكورديون أو كمروحة اليد .
أرسم شخصا في أعلى الشريط وتأكد من أن الشخص أو الشيء الذي يحمله يمتـد من أحد جوانب الطية إلى
الجانب الآخر ، وهذا الجزء من الجانب يحب أن يظل غير مقصوص حتى يبقى صف الناس متماسكا.
قص الشكل المرسوم ثم افتح الورقة المطوية . ويمكنك أن تلون ناسك الذين من ورق إذا رغبت في ذلك ،
إما بجـعـلـهـم متشابهين وإمـا بتـمـيـيـز واحدهم من الآخر .
فإذا حصلت على عدة صفوف من ناس تستطيع أن تزين شجرة الميلاد أو جدار غرفة نومك .