الخلق الحسن وقصة أخيرًا وجدتها قصة تربوية مكتوبة للاطفال والناشئة

الخلق الحسن وقصة أخيرًا وجدتها قصة تربوية مكتوبة للاطفال والناشئة

الخلق الحسن وقصة أخيرًا وجدتها قصة تربوية مكتوبة للاطفال والناشئة

الخلق الحسن وقصة أخيرًا وجدتها قصة تربوية مكتوبة للاطفال والناشئة

مع قصة جديدة من سلسلة قصص مكارم الاخلاق وقصتنا اليوم تتحدث عن الخلق الحسن وهي بعنوان 

أخيرًا وجدتها وهي قصة تربوية مكتوبة للاطفال والناشئة نتمنى أن تنال رضاكم.

الخلق الحسن وقصة أخيرًا وجدتها 

سئمتُ من التوضيح لكلّ من يراني؛ نعم التوضيح سهل، لكنّني كنتُ أعرف تمام المعرفة أنهم سيسخرون 

مني؛ أسألكم بالله أخبروني، إذا رأيتم شخصًا يسير بسرعة طوال الطريق ممسكًا في يده شيئًا بإحكام، أفلن 

تتساءلوا:

- ماذا بيدك؟

وإذا كان ذلك الشخص لا يريد أن يخبركم بما في يده، أفلا یزداد فضولكم انتظروا، لقد أثرتُ فضولكـم عـلـى 

مـا أظن؛ سأحكي لكم ما حدث:

في يوم من الأيام جلستُ مع أصدقائي على ضفاف البحيرة على أطراف بلدتنا، وبدأنا نتناول اللب؛ تعرفون 

كم يُعدّ هذا اللُّبّ عادةً سيئةً !

تعلمون إذا رفع الإنسان يده وأنزلها فارغة خمسين مرّةً فإنه يُرهق ذراعه، لكن إذا رفع يده إلى فمه ليتناول 

اللبّ مئات المرّات فإنه لا يُرهقها أبدًا، أو بمعنى أخر لا يدرك أنّه مرهق؛ ماذا كنتُ أقول...؟

نعم، كنتُ أتحدّث عن سبب سيري في الطريق ذلك اليوم بخطوات سريعة مخفيا شيئًا في يدي؛ الأفضل أن 

أبدأ الحكاية من البداية: كنا نتسكع أنا وأصدقائي في أحد أيام الآحاد على شاطئ البحيرة، وفجأة قال 

صديقنا داوود:

- انظروا يا رفاق الشواطئ خالية !

إنه يقصد أن يقول لنا:

تعالوا، لنجلس هناك ونتناول اللب.

نظر بعضنا إلى بعض دون تعليق؛ وهذا يعني أننا موافقون، وفي الواقع كنا مرهقين من السير أيضًا؛ 

فاشترينا اللـب مـن المحمصة على جانب الطريق، وجلسنا على الضفّة.

من المؤكد أنكم شاهدتم في التلفاز رياضيين يستعدون للمنافسة؛ يحملون ثقلا بأيديهم ، ثمّ يرفعونه 

ويخفضونه تقوية للعضلات من رآنا ظنّ أنّنا نعمل على تقوية عضلاتنا؛ فأذرعنا ترتفع وتنخفض باستمرار؛ 

نأخذ حبّة اللب بين أصابعنا، ويخرج القشر من أفواهنا جزأين دون أن يخطئ أحدنا ويبتلع القشر بدلا من اللُّب، 

أو أن يخلط الاثنين ويبتلعهما؛ أما أنا فلم ألقِ القشور على الأرض؛ أريد - هنا بحضوركم - أن أعاتب جهاز 

بلدتنا؛ إذ تقيم المنتجعات على الشواطئ ليجلس المتنزهون فيها ويشاهدوا البحيرة، ولا تهتم بأمر اللب وما 

يتطلبه من صناديق للقمامة.

أأتناول اللب بقشره ولا ألقيه على الأرض لأن البلدية لـم تضع صناديق للقمامة؟

اضطررت إلى تجميع القشر فـي يـدي محاولا إخفاءه عن أصدقائي؛ إذ أعرف جيّدًا أنهم سيقولون إذا رأوه: 

«ما الأمر يا يوسف؟

هل تجمع أنواعًا نادرة من القشور؟».

وبماذا أجيبهم؟

نعم كنتُ أنا وأصدقائي نأكل اللُّب، كأننا رياضيون يستعدون لمنافسة، يرفعون ويخفضون أياديهم، إلا أنني 

كنتُ أقوم بهذا العمل بطريقة مختلفة عنهم قليلًا، كنا نأخذ مقدار اللُّب نفسه من القرطاس ونتناوله؛ 

الفرق كان في نثر القشر؛ أو بالأحرى احتفاظي به في يدي؛ أليس ليدي حدّ في تجميع القشر؟

ربّما تمتلئ يدي بعد قليل بسبب هذا القلق؛ فكنت أتناول اللب وأنظر في القرطاس،

فقال أحد أصدقائي:

- أستأذن يا رفاق سأرجع إلى القرية، عليّ أن أرجع إلى المنزل بسرعة.

قلتُ في نفسي:

- حسنًا، ستنتهي مسابقة اللُّب هذه؛ إذ لو ذهب أحد لتتشتت المجموعة. ثم استأذنتُ قائلًا:

- يا أصدقاء، عليّ أنا أيضًا أن أعود إلى المنزل!

بالطبع كان همّي هو التخلّص من قشر اللبّ خلسة؛ فكان لا بد أن أجد صندوق قمامة فورًا، لكن كيف لي 

أن أعرف أنّ عذابي الحقيقي سيبدأ بعد مفارقة أصدقائي!؛

فمنطقتنا صغيرة، والناس جميعًا يعرف بعضهم بعضًا؛ فإذا صادفت أحـدا فـي الطريق، فسيسأل:

- ما الأمر يا يوسف؟؛ ماذا تخفي في يدك؟  أم أنك وجدت شيئًا في الطريق؟

وعندما أقول:

- لا، لم أجد شيئًا.

- إذا، افتح يدك، لنرى.

ولو فتحت يدي، فماذا بها؟، حفنة من قشر اللُّب؛ في البداية سينظرون لي متعجبين بشدّة، ثمّ يضحكون؛ 

بدأت السير بخطى سريعة كأنّني على عجلة من أمري؛ على الأقلّ سيقولون: هو في عجلة من أمره؛ ولن 

أصبح مجالا للقيل والقال؛ أخيرًا رأيتُ ما أبحثُ عنه منذ خمس عشرة دقيقة جوار مقصورة الهاتف؛ لم أتوقع 

في حياتي كلها أن يسعدني صندوق القمامة بهذا القدر!

اقرأ ايضا

تعليقات