الهدية والدواء قصة في مكارم الاخلاق

الهدية والدواء قصة في مكارم الاخلاق

الهدية والدواء قصة في مكارم الاخلاق


الهدية والدواء قصة في مكارم الاخلاق

ما زلنا مع قصص مكارم الاخلاق وقصة اليوم بعنوان الهدية والدواء وهي قصة مكتوبة نتمنى أن تنال 

رضاكم.

الهدية والدواء قصة في مكارم الاخلاق

كان طارق عند خروجه من المدرسة مستغرقًا في التفكير؛ كان يبدو هكذا عندما يريد أن يتخذ قرارًا في أمر 

ما؛ هناك مَثَل يقول: راكب الجملين في وقت واحد لا يصل ؛ هكذا كان حاله.

كان عليه أن يشتري دواء لأخيه بالنقود القليلة التي بيده، وقد نبهته والدته مرارا وتكرارًا قائلةً: أسألك بالله - 

يا بني- لا تنس !

ولم ينس طارق يومئذ ضرورة شراء الدواء لأخيه، لكنّه تذكّر مناسبة سيحضرها مع أصدقائه في المدرسة 

غدًا؛ إنها ذكرى ميلاد صديقه محمد، فكان لا بد أن يشتري له هدية، رغم أنه لا يملك سوى ثمن الدواء 

فقط؛ تحسَّرَ طارق كثيرًا، وقال:

- لماذا لم أقل لوالدتي عندما أعطتني النقود: أماه، عيد ميلاد صديقي محمد غدًا؛ أيمكن أن تعطيني مالا لأشتري له هدية ؟

لو كنتُ قلتُ لها ذلك، لما تردّدت الآن ماذا سأفعل بهذه النقود؛ هل أشتري الدواء لأخي أم أشتري الهدية ؟!

فالأول ضرورة والثاني حقّ؛ وعليه أن يختار؛ أسوأ ما في الأمر أن والده قد خرج في رحلة عمل، وربّما يعود 

إلى المنزل في الصباح كان طارق في موقف حرج للغاية؛ وكان يسير الطريق وقد غرق في تفكيره، وفجأة 

قفز وقال:  وجدتها !

كيف لم أفكر في ذلك؛ إنّ أبي سيعود في الصباح، فليشتر دواء أخي صباحًا؛ أما أنا فسأذهب إلى المدرسة 

قبل مجيء أبي؛ فإذا اشتريتُ الدواء، فلن أتمكن مـن شـراء الهديّة، لكن يمكن لوالدي أن يشتري الدواء 

لأخي عندما يعود؛ وهكذا نكون قد اشترينا الدواء والهدية !

استراح طارق بهذه الفكرة الأخيرة؛ لقد اتخذ قراره بالفعل؛ سيشتري هدية لصديقه؛ أَدْخَلَ يده في جيبه، 

وأمسك بإحكام نقودًا ناشدته أمه أن لا يضيعها؛ وقد علم قبل عدة أيام أن محمدًا يود أن يشتري سيارة 

تعمل بجهاز التحكم؛ فهذا أنسب وقت لمفاجأته بها؛ دخل متجر الألعاب في الشارع الخلفيّ بخطوات واثقة؛ 

رأى الألعاب كلّها في واجهة العرض كأنها تبتسم له؛ قال للبائع خلف الواجهة:

- أود شراء سيارة تعمل بالحاكوم هدية لصديقي في ذكرى ميلاده..

قابل البائع كلامه بابتسامة.

اشترى وغادر المتجر مسرورًا؛ ولمَ لا؟ فربّما كانت هديته هي أكثر هديّة تنال إعجاب صدیقه محمد؛ اقترب 

من المنزل وقد جهز جوابًا لوالدته إذا سألته:

- لم نسيت دواء أخيك يا بني؟

كان سيقول: يا أمي أنت دائمًا تقولين: الهدية حق لإدخال السرور على الناس، وها أنا فعلتُ ذلك، واشتريتُ 

بالنقود هدية لصديقي. 

عندما وصل إلى باب المنزل، بدأ قلبه يخفق خوفًا؛ تنفس الصُّعَداء ليهدّئ من روعه، ثمّ دق جرس الباب 

بثبات وانتظر، ربما لم تسمع والدته فدقه مرّةً أخرى؛ عجبًا إن الباب لا يُفتح !

وبينما كاد يدقه المرّة الثالثة نادته جارته السيدة فاطمة من الشرفة: يا بني، انتظرتك والدتك كثيرًا؛ كنتَ 

ستشتري دواء لأخيك فيما أعلم؛ لكن عندما تأخرت، ساءت حالة أخيك؛ فنقلوه إلى المستشفى فورا.

لم يعد طارق يسمع ما تقوله السيّدة فاطمة؛ فكان صدى ما قيل يتردّد في ذهنه:

«عندما تأخرتَ ساءت حالة أخيك، كنتَ ستشتري دواء فيما أعلم، فنقلوه إلى المستشفى»، حاول طارق 

شتات نفسه، إلا أنه أغمى عليه، فوجد نفسه على أن يستجمع الأريكة في غرفة الجلوس فدنت منه والدته، 

وقالت وهي تبتسم : أفرعتنا .

سأل طارق في هدوء: كيف حال أخي؟

أجابته مبتسمة: تحسّن بقينا في المستشفى نصف ساعة، وحقنه الطبيب بخافض للحرارة، ثم عدنا إلى 

المنزل، لكني أرى أن ما جعل أخاك يتحسّن حقًّا هو هديتك له؛ فهـا هـو يلعب بها الآن في الردهة؛ إنك الأخ 

الأكبر العطوف ظننا أن مكروها أصابك، غيرأنك قد تأخّرت كي تشتري الهدية لأخيك!

نظر طارق لوالدته وكلُّهُ نَدَمٌ، أما أخوه فكان يلعب بالسيارة ذات الحاكوم وهو لا يعرف شيئًا مما حدثَ !

اقرأ ايضا

تعليقات