أسماء الله الحسنى للاطفال على ألسنة الحيوانات قصة أَوَ يَسْمَعُ الهَمْسَ؟
ما زلنا مع قصص أسماء الله الحسنى على ألسنة الحيوانات وقصة اليوم بعنوان أَوَ يَسْمَعُ الهَمْسَ؟ وهي قصة مكتوبة للاطفال نتمنى أن تنال رضاكم.
أسماء الله الحسنى للاطفال على ألسنة الحيوانات قصة أَوَ يَسْمَعُ الهَمْسَ؟
كَانَ الْبُلْبُلُ هَائِمًا بِمَحَبَّةِ اللهِ، يَعِيشُ لَذَّةَ الْعُبُودِيَّةِ لِلَّهِ تَعَالَى، بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ أَذْكَارِ الصَّبَاح رَاحَ يُرَدِّدُ أُنْشُودَةَ الصَّبَاحَ بِصَوْتٍ مُنْخَفِض.
أَحِنُّ إِلَى رِحَابِكَ يَا إِلَهِي
لِأُطْفِئ مِنْ مَعِينِ رِضَاكَ آهِ
أَتَيْتُ إِلَيْكَ أَوْعِيَتِي خَوَاءٌ
أُزَاحِمُ لِلْوُصُولِ بِغَيْرِ زَادٍ
سِوَى خَيْطٍ مِنَ الْإِيمَانِ وَاهِ
وَتَوْبَةِ مُخْلِصِ وَرَجَاءِ عَبْدٍ
تَحَصَّنَ بِالْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي
صَحَتِ الْوَرْدَةُ عَلَى صَوْتِ الْبُلْبُلِ الشَّجِي، وَكَانَتْ تَسْتَمْتِعُ بِالاسْتِمَاع لَهُ ، كَانَ الْبُلْبُلُ يَنْسَى نَفْسَهُ وَهُوَ يُنَاجِي رَبَّهُ بِصَوْتِهِ الْعَذْبِ، وَكُلَّمَا سَمِعَتْهُ الْوَرْدَةُ زَادَ حُبُّهَا لِرَبِّهَا وَرَاحَتْ تُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ، وَكَانَتْ نَظَرَاتُ الْبُلْبُل الْمُعَبّرَةُ تُؤَثّرُ فِيهَا كَثِيرًا.
كَانَ الْبُلْبُلُ يَعْتَقِدُ أَنَّ الْوَرْدَةَ مَا زَالَتْ نَائِمَةٌ، فَبَدَأَ فِي الدُّعَاءِ قائلاً:
- اَللَّهُمَّ يَا مَنْ تَسْمَعُ كَلَامِي وَتَرَى مَكَانِي أَلِفْ بَيْنَ قَلْبِي وَقَلْبٍ الْوَرْدَةِ، وَاجْعَلْهَا تُحِبُّنِي كَمَا أُحِبُّهَا.
كَانَ الْبُلْبُلُ دَائِمًا يُعَبِّرُ عَنْ حُبّهِ الشَّدِيدِ لِلْوَرْدَةِ.
كَانَتِ الْوَرْدَةُ تُقِيمُ فِي حَدِيقَةِ صَاحِبِ الْحَمَامَةِ يَمَامَةَ، فَكَانَ الْبُلْبُلُ يَقْضِي مُعْظَمَ وَقْتِهِ هُنَاكَ.
وَكَانَ هُنَاكَ خُمَّ فِي زَاوِيَةِ الْحَدِيقَةِ الَّتِي تَعِيشُ فِيهَا الْوَرْدَةُ، لَمْ يَسْتَطِعْ قَاطِنُو الْخُمِ أَنْ يُفَسِّرُوا كَثْرَةَ تَرَدُّدِ الْبُلْبُلِ عَلَى الْحَدِيقَةِ، كَانُوا يُشَاهِدُونَ تَصَرُّفَاتِهِ عَنْ كَثبٍ، حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ بَدَأَ يَتَضَايَقُ منْهُ.
نَظَرَ الدِّيكُ الْمُؤَذِّنُ مِنْ بَيْنِ الْأَسْلَاكِ الْمُحِيطَةِ بِالْخُم، وَتَضَايَقَ لَمَّا رَأَى الْبُلْبُلَ يَرْنُو إِلَى الْوَرْدَةِ، كَانَ يَغَارُ مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الْوَرْدَةَ كَثِيرًا هُوَ وَزَوْجَتُهُ الدَّجَاجَةُ، وَقَالَ فِي نَفْسِهِ:
- كُلَّ يَوْمٍ يَأْتِينَا الْبُلْبُلُ، إِنَّهُ يُحِبُّ الْوَرْدَةَ كَثِيرًا، تُرَى هَلْ تُحِبُّهُ الْوَرْدَةُ كُلَّ يَوْمٍ يَدْعُو الله تَعَالَى أَنْ يُسَاعِدَهُ لِتُحِبَّهُ الْوَرْدَةُ، فَهَلْ يَسْمَعُ اللهُ دُعَاءَهُ؟
الدَّجَاجَةُ:
- بِمَاذَا تُمْتِم؟
فَزِعَ الدِّيكُ مِنْ سُؤَالِ زَوْجَتِهِ، وَقَالَ:
- لَا شَيْء يَا عَزِيزَتِي، وَلَكِنِ انْظُرِي لَقَدْ جَاءَ مَرَّةً أُخْرَى... إِنَّهُ مَا زَالَ يَدْعُو بِجِوَارِ الْوَرْدَةِ!
الدَّجَاجَةُ:
- نَعَمْ، يَدْعُو بِطْمَأْنِينَةٍ وَسُكُونٍ، مَا الْغَرِيبُ فِي هَذَا؟
لَمْ يَكُنِ الدِّيكُ الْمُؤَذِّنُ يَنْتَظِرُ هَذَا الرَّدَّ، فَتَلَعْثَمَ قَائِلًا:
- يَعْنِي.. ... أَلَا تَرَيْنَ كَيْفَ يَدْعُو بِصَوْتٍ خَافِتٍ حَتَّى إِنَّنَا لَا نَكَادُ نَسْمَعَهُ، فَكَيْفَ سَيَسْمَعُهُ اللَّهُ؟
وَلِمَاذَا سَيُحَبِّبُ اللَّهُ تَعَالَى الْوَرْدَةَ فِيهِ؟
الدَّجَاجَةُ :
- أَتَغَارُ مِنْهُ؟
الديك الْمُؤذِّنُ:
- وَلِمَاذَا أَغَارُ مِنْهُ؟
الدَّجَاجَةُ:
- لِتُرَتِّبِ الْمَكَانَ وَلْتَدَعَ الشَّجَارَ، قَبْلَ أَنْ يَسْتَيْقِظَ الصَّغَارُ، وَصَاحِبُنَا سَيَأْتِي عَمَّا قَرِيبٍ.
كَانَ الطَّقْسُ جَمِيلًا، بَعْدَ قَلِيلٍ فُتِحَ بَابُ الْخُمِ، وَخَرَجُوا جَمِيعًا إِلَى الْمَزْرَعَةِ وَأَخَذُوا يَلْتَقِطُونَ الْحَبَّ الَّذِي أَلْقَاهُ لَهُمْ صَاحِبُهُمْ.
انْضَمَّتِ الْحَمَامَةُ يَمَامَةُ إِلَيْهِمْ بَعْدَ مُدَّةٍ، لِتَنَاوُلِ طَعَامِ الْفَطُورِ، فَرِحَتِ الدَّجَاجَةُ لِمَجِيءِ الْحَمَامَةِ يَمَامَةَ؛ لِأَنَّهَا كُلَّمَا أَتَتْ دَخَلُوا مَعَهَا فِي مُنَاقَشَاتٍ مُثْمِرَةٍ، فَحَكَتْ لِلْحَمَامَةِ مَا حَدَثَ مَعَ الدِّيكِ قَبْلَ قَلِيل.
فَرِحَتِ الْحَمَامَةُ يَمَامَةُ كَثِيرًا لِوُجُودِ مَوْضُوعِ جَدِيدٍ لِلْحَدِيثِ، وَقَالَتْ:
- نَادِ الدِّيكَ الْمُؤَذّنَ.
فَرِحَتِ الدَّجَاجَةُ وَقَالَتْ:
حَسَنًا، سَأُنَادِيهِ عَلَى الْفَوْرِ.
أَقْبَلَ الدِّيكُ مُنْتَفِخًا، وَبَدَأَ الْحِوَارُ.
وَكَالْعَادَةِ كَانَتِ الْحَمَامَةُ يَمَامَةُ تَنْشُرُ الْبَهْجَةَ بِخِفَّةِ دَمِهَا وَتَصَرُّفَاتِهَا الْحَسَنَةِ، فَبَدَأَتْ كَلَامَهَا قَائِلَةٌ:
- أَصْدِقَائِيَ الْأَعِزَّاءَ، لَقَدِ اجْتَمَعْنَا مَرَّةً أُخْرَى كَيْ نَتَحَدَّثَ عَنْ أُمُورِ الْخَيْرِ كَالْعَادَةِ، كُنَّا نَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ الْأَخُ الْبُلْبُلُ بَيْنَنَا وَلَكِنَّهُ فِيمَا يَبْدُو لَا يُحِبُّ الزّحَامَ.
تَبَسَّمَتِ الْوَرْدَةُ، وَمَالَتْ بِدَلَالٍ وَجَمَالٍ، وَقَالَتْ:
- لَيْسَ مَوْضُوعُ حُبِّ أَوْ كَرَاهِيَةٍ، فِي رَأْيِي إِنَّهُ يَخْشَى أَنْ يَضُرَّهُ أَحَدٌ.
وَقَدْ زَادَ جَمَالُ الْوَرْدَةِ جَمَالًا بَعْدَمَا تَكَلَّمَتْ، وَكَانَتْ هَذِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ يَسْمَعُ فِيهَا قَاطِنُو الْحَدِيقَةِ صَوْتَ الْوَرْدَةِ ، فَقَالَتِ الْحَمَامَةُ يَمَامَةُ :
- حَسَنًا، إِنْ شِئْتُمْ حَدَّثْتُكُمْ عَنْ سَبَبِ حُبِّ الْبُلْبُلِ الشَّدِيدِ لِلْوَرْدَةِ.
كَانَتِ الْوَرْدَةُ حَرِيصَةٌ عَلَى مَعْرِفَةِ ذَلِكَ، وَكَانَتْ تُحِبُّهُ كَمَا تُحِبُّ الْحَيَوَانَاتِ الْأُخْرَى، وَلَكِنَّ حُبَّ الْبُلْبُلِ لَهَا كَانَ مُخْتَلِفًا تَمَامًا.
أَكْمَلَتِ الْحَمَامَةُ يَمَامَةُ حَدِيثَهَا:
- إِنَّ الْوَرْدَةَ جَذَّابَةً، كُلْنَا نُحِبُّهَا، فَهِيَ زِينَةُ حَدِيقَتِنَا وَقُلُوبِنَا، بِشَكْلِهَا الْحَسَنِ وَرَائِحَتِهَا الطَّيِّبَةِ، وَلَكِنَّ سَبَبَ حُبِّ الْبُلْبُلِ لَهَا مُخْتَلِفٌ تَمَامًا.
تَعَجَّبَ الْجَمِيعُ ، وَلَاحَظَتِ الْحَمَامَةُ يَمَامَةُ عَلَامَاتِ الِاسْتِغْرَابِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ثُمَّ تَابَعَتْ حَدِيثَهَا:
- أَتَعْلَمُونَ أَنَّ بَدَنَ سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ كَانَتْ تَفُوحُ مِنْهُ رَائِحَةُ الطَّيبِ وَلِهَذَا أَصْبَحَتِ الْوَرْدَةُ رَمْزا لِرَسُولِنَا الْحَبِيبِ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ، وَالْأَخُ الْبَلْبلُ يَعْلَمُ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ يُطْلِقُونَ عَلَيْهِ "سُلْطَانَ الْوَرْدِ، وَهُوَ يُصَلِّي عَلَى النَّبِي كُلَّمَا نَظَرَ إِلَى الْوَرْدَةِ، أَوْ شَمَّ رِيحَهَا.
وَهَا هِيَ الْوَرْدَةُ قَدْ فَهِمَتْ حَقِيقَةَ تَأمل الْبُلبُل كُلَّمَا نَظَرَ إلَيْهَا، أَي أَنَّهُ كَانَ يَتَذَكَّرُ نَبيَّنَا الْحَبيبَ ، وَكَانَتِ الْوَرْدَةُ تُحِبُّ الْبُلْبُل أَيْضًا؛ لِأَنَّهُ كَانَ يُذَكِّرُهَا دَائِمًا بِرَبِّهَا فَفَرِحَتِ الْوَرْدَةُ كَثِيرًا لِهَذَا.
اسْتَمَرَّتِ الْحَمَامَةُ يَمَامَةُ فِي حَدِيثِهَا قَائِلَةً:
- يَتَذَكَّرُ الْبُلْبُلُ جَمَالَ رَسُولِنَا الْحَبيب صلى الله عليه وسلم كُلَّمَا نَظَرَ إِلَى الْوَرْدَةِ. ثُمَّ قَالَتِ الْحَمَامَةُ يَمَامَةُ:
- وَالْآنَ إِذَا سَمَحْتُمْ لِي سَأَتَحَدَّثُ عَنْ مَوْضُوعَ آخَرَ، يُمْكِنُ أَنْ نَدعُوَ اللَّهَ تَعَالَى بِأَيِّ شَكْلٍ، بِصَوْتٍ عَالٍ أَوْ بِصَوْتٍ مُنْخَفِضِ أَوْ حَتَّى بِدُونِ صَوْتٍ... مَهْمَا كَانَتِ الطَّرِيقَةُ، اَللَّهُ تَعَالَى يَسْمَعُ كُلَّ شَيْءٍ وَيَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ؛ سَوَاءٌ أَكَانَ ظَاهِرًا أَمْ بَاطِنًا، بَعِيدًا أَمْ قَرِيبًا، لِأَنَّ مِنْ أَسْمَائِهِ سُبْحَانَهُ "اَلسَّمِيعَ".
تَعَجَّبَ الدّيكُ الْمُؤَذِّنُ كَثِيرًا مِنْ حَدِيثِ يَمَامَةَ، وَقَالَ:
- أَوَيَسْمَعُ الْهَمْسَ ؟
أَو يَعْلَمُ مَا يَدُورُ فِي خَاطِرِنَا؟!
الْحَمَامَةُ يَمَامَةُ:
- نعم... إِنَّهُ يَعْلَمُ البَرَّ وَأَخْفَى يَقُولُ تَعَالَى: وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ.
فِي تِلْكَ الْأَثْنَاءِ سَمِعُوا صَوْتًا مِنْ فَوْقُ:
- سُبْحَانَهُ يَسْمَعُ كُلَّ مَخْلُوقَاتِهِ وَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ وَيُسَاعِدُهُمْ عِنْدَ حَاجَتِهِمْ
نَظَرَ الْجَمِيعُ إِلَى فَوْقُ، فَإِذَا بِالْبُلْبُل:
- اَلسَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَصْدِقَائِي، مَعْذِرَةً عَلَى مُقَاطَعَتِكُمْ.
كَانَ الدِّيكُ قَدْ شَعَرَ بِالْخَجَل عِنْدَمَا رَأَى الْبُلْبُلَ، فَقَالَ:
- مَا أَجْمَلَ صَوْتَكَ! هَلَّا نَزَلْتَ إِلَيْنَا.
فَقَالَ الْبُلْبُلُ:
- كُلُّ الْأَصْوَاتِ جَمِيلَةً تَقْرِيبًا، صَوْتُ الطُّيُورِ وَحَفِيفٌ الْأَشْجَارِ وَخَرِيرُ الْمِيَاهِ وَصَرِيرُ الرِّيَاح... وَلَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَنْعَمَ عَلَيْنَا نَحْنُ الْبَلَابِلَ بِصَوْتٍ مِنْ أَجَمْلِ الْأَصْوَاتِ، وَرَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَسْمَعُ صَوْتَ كُلَّ شَيْءٍ بِاسْمِهِ "السَّمِيعِ، قَالَ اللَّهُ عَلَ: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً.
كَانَ الدِيكَ الْمُؤَذِّنُ لَدَيْهِ رَغْبَةٌ شَدِيدَةٌ فِي نُزُولِ الْبُلْبُلِ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُ ثَانِيَةً:
- هَيَّا انْزِلْ إِلَيْنَا مِنْ فَضْلِكَ، عَلَى أنْ أطلب الْعَفْوَ مِنْكَ.
اَالْبُلْبُلُ :
- مَعْذِرَةً يَا أَخِي لَا يُمْكِنُنِي أَنْ أَنْزِلَ، وَلِمَاذَا سَتَطْلُبُ الْعَفْوَ مني؟
قَصَّتِ الدَّجَاجَةُ لِلْبُلْبُلِ مَا حَدَثَ.
وَلَمَّا عَلِمَ الْبُلْبُلُ الْأَمْرَ حَاوَلَ مُوَاسَاةَ الدِّيكِ، وَقَالَ لَهُ بِصَوْتِهِ الرَّخيمِ:
- لَا عَلَيْكَ أَيُّهَا الدِّيكُ الْمُؤَذِّنُ، يَكْفِي أَنَّكَ فَهِمْتَ خَطَأَكَ، عَلَيْنَا أَنْ نُفَكِّرَ بِأَسْلُوبٍ حَسَنٍ وَأَلَّا نُسِيءَ الظَّنَ بِمَنْ حَوْلَنَا، وَنَتَأَمَّلَ فِي الْجَمَالِ الْمُحِيطِ بِنَا.
وَأَثْنَاءَ هَذَا الْتَقَتْ عَيْنَا الْبُلبُل بِالْوَرْدَةِ فَأَصَابَهُ شُعُورٌ غَرِيبٌ بِدَاخِلِهِ، وَتَذَكَّرَ كَعَادَتِهِ سُلْطَانَ الْوَرْدِ سَيْدَنَا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:
وَهَكَذَا فَإِنَّ سَيِّدَ الْخَلْقِ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا هُوَ رَحْمَةُ اللهِ تَعَالَى فِي الْأَرْضِ، فَلْتَسْتَمِعُ إِلَيْهِ وَلنمْتَثِلُ أَوَامِرَهُ، جَعَلَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ ذَاكِرِينَ لَهُ مُصَلِّينَ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم دَائِمًا.
فَقَالَ الْجَمِيعُ بِكُلّ إِخْلَاص:
- آمين.
قَالَتِ الْحَمَامَةُ يَمَامَةُ:
- جَزَاكَ الله خَيْرًا يَا بُلْبُلُ، إِنَّ الصَّوْتَ مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللهِ عَلَيْنَا، وَمَا دَامَ رَبُّنَا يَسْمَعُ كُلُّ الْأَصْوَاتِ فَلَا بُدَّ أَنْ نَسْتَخْدِمَ أَصْوَاتَنَا فِي الْخَيرِ، وَلَا نَقُولَ مَا يُغْضِبُ رَبَّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَلْنُظْهِرْ لَهُ حُبَّنَا بِكَلامِنَا الْحَسَنِ الْجَيْدِ، وَلْتُفَكِّرْ فِي أَقْوَالِنَا قَبْلَ أَنْ نَنْطِقَ بهَا وَلْتَعْلَمْ دَائِمًا أَنَّهُ يَسْمَعُ وَيَرَى.
أَخَذَتِ الْحَمَامَةُ يَمَامَةُ تَتَحَسَّرُ وَتَقُولُ:
- لَيْتَ الصَّنَوْبَرَةَ الصَّغِيرَةَ سَمِعَتْ هَذَا الْكَلَامَ، كَانَتْ سَتَتَعَرَّفُ عَلَى اسْمِ آخَرَ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى الْحُسْنَى، إِنْ شَاءَ اللَّهُ سَأَحْكِي لَهَا فِي أَقْرَب فُرْصَةٍ مَا دَارَ بَيْنَنَا.
تعليقات
إرسال تعليق